* المتحف سيحافظ على النصر الافريقي للاجيال القادمة
سمراي كحساي
كان الانتصار في معركة عدوة نقطة تحول في التاريخ الأفريقي لأنها كانت المرة الأولى التي ينجح فيها شعب أسود في هزيمة قوة استعمارية أوروبية. وأظهرت القوات الإثيوبية بقيادة الإمبراطور منليك الثاني شجاعة لا تصدق وقدرة استراتيجية في هزيمة الجيش الإيطالي، على الرغم من تسلحه بأسلحة حديثة وتكنولوجيا متفوقة.
و لم يكن النصر مجرد انتصار عسكري، بل كان أيضًا انتصارًا للوحدة بين شعوب إثيوبيا المتنوعة حيث تمكن منليك الثاني من حشد الدعم من مختلف المجموعات العرقية والمناطق داخل إثيوبيا للوقوف معًا ضد العدو المشترك وكانت روح الوحدة والتضامن هذه حاسمة في ضمان النصر في ساحة المعركة.
علاوة على ذلك، كان انتصار عدوة بمثابة تأكيد قوي على الحرية وتقرير المصير لجميع الدول الأفريقية. لقد بعثت برسالة واضحة إلى القوى الاستعمارية مفادها أن الأفارقة قادرون على الدفاع عن أراضيهم وسيادتهم ضد العدوان الأجنبي. كما ألهم النصر الدول الأفريقية الأخرى لمقاومة الحكم الاستعماري والنضال من أجل استقلالها.
و خلال حفل افتتاح متحف عدوة التذكاري للنصر مؤخرًا، ذكرت الرئيسة سهل ورق زودي أن انتصار عدوة أعطى الأمل ليس فقط للإثيوبيين ولكن أيضًا للناس في جميع أنحاء العالم الذين ناضلوا من أجل الحرية.
وأكدت أن انتصار عدوة لم يكن مهمًا لإثيوبيا فحسب، بل للقارة بأكملها وخارجها، حيث أظهر هزيمة المعتدين الذين جاءوا لغزو أفريقيا واستعمارها.
و في الـ 11 من فبراير، تم افتتاح النصب التذكاري للنصر في عدوة والذي يقع في قلب أديس أبابا لإحياء ذكرى شجاعة الأجداد وكهدية من الجيل الحالي من الإثيوبيين إلى الأجيال القادمة الذين من المتوقع أن يواصلوا الإرث التاريخي لمعركة عدوة.
وحتى الآن لم يكن هناك متحف يذكر الناس بتاريخ انتصار معركة عدوة. ومع ذلك، وبفضل مبادرة رئيس الوزراء أبي أحمد، تم بناء المتحف التذكاري لتكريم النصر. ويعد المتحف بمثابة شهادة على الانتصار ويحكي قصة النصر للأجيال الحالية والمستقبلية، ليصبح رمزًا مبدعًا للنصر الأفريقي.
وشدد رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد في رسالته خلال افتتاح المتحف على أن متحف عدوة التذكاري للنصر مهم للغاية من أجل نقل إرث إثيوبيا واستقلالها إلى الجيل القادم.
وحث رئيس الوزراء مواطنيه الإثيوبيين على عدم الاستسلام للغزاة، مستلهمًا التضحيات التي قدمها أجدادهم الذين قاتلوا بالرماح والدروع والخيول لتحرير إثيوبيا ولتصبح رمزًا للحرية للشعوب الافريقية. وأعرب عن أن الارث الذي يجب ان نتبعه من أجدادنا يجب أن يكون الحرية والشرف والوحدة، وليس الصراع.
وشدد على أن إثيوبيا ستزدهر بلا شك، ولا شيء يمكن أن يمنعنا من تحقيق أهدافنا.
وحث أبي جميع الإثيوبيين على التمسك بقيم أسلافهم وحكمتهم من أجل الحفاظ على وحدة الأمة وتنميتها. وطلب من الجيل الحالي أن يرث حكمة أجداده ويستخدمها في حل النزاعات والحفاظ على الوحدة والدفاع عن سيادة الوطن.
علاوة على ذلك، أكد آبي على الدرس الدائم المتمثل في فصل المصالح الحكومية عن الصالح الوطني، وهي الحكمة التي تم استخلاصها من انتصارات أسلاف إثيوبيا.
و من جانبها، قالت عمدة مدينة اديس ابابا أدانش أبيبي إن متحف عدوة التذكاري للنصر هو المكان الذي سيتعلم فيه جيل المستقبل الحقيقة الكاملة عن تاريخ وأهمية انتصار عدوة.
وبحسب عمدة مدينة اديس ابابا فقد تم بناء النصب التذكاري للنصر في عدوة الذي تم افتتاحه حديثًا بطريقة تستذكر الشجاعة غير العادية للإثيوبيين الذين لم تحظ قصصهم بعد بالاهتمام الكافي بالإضافة إلى تضمين الأحداث التاريخية التي تم التغاضي عنها.
وأشارت إلى أنه تم بناء التاريخ الخالد للإثيوبيين في النصب التذكاري بمبادرة من رئيس الوزراء أبي أحمد.
واضافت ان أديس أبابا أصبحت الآن مركزًا يمثل السود في العالم بسبب هذا المتحف التذكاري الكبير، مما يضيف نصب عدوة التذكاري كوجهة إضافية للزوار. وقالت “إن انتصار عدوة هو النصر الذي ألهم العرق الأسود لمقاومة القمع والنضال من أجل استقلاله.”
واضافت “عاصمتنا أديس أبابا، ليست فقط المركز الدبلوماسي للعالم ومقر الاتحاد الأفريقي، ولكنها أيضًا نقطة جذب سياحية رئيسية لها ذكرى انتصار جميع السود”.
وفي الختام، أعربت عن امتنانها لجميع الذين شاركوا في بناء المشروع من المقاولين والاستشاريين والمؤرخين والفنانين ومسؤولي إدارة المدينة وغيرهم كما هنأت جميع الإثيوبيين.
وحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء أبي أحمد، والرئيسة سهل ورق زودي، ورئيسا مجلس النواب والمجلس الفدرالي، وعمدة أديس أبابا، أدانيش أبيبي، إلى جانب مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وضيوف آخرين.
ونصب عدوة التذكاري للنصر، هو مشروع ضخم يقع في وسط العاصمة، ويضم متحفًا وقاعات اجتماعات ومدرجًا ومكتبة ومعرضًا فنيًا ومركزًا للمعارض وغيرها من المرافق، وكلها مخصصة لتكريم أبطال وبطلات النصر التاريخي للأفارقة.
ويضم النصب التذكاري أيضًا تماثيل للإمبراطور منليك الثاني والإمبراطورة طايتو وأمراء الحرب الاثني عشر والإثيوبيين الذين شاركوا في الحرب وغيرها من التحف والأعمال الفنية التي تبرز شجاعة الإثيوبيين في معركة عدوة.
و يمثل انتصار عدوة أيضًا لحظة مهمة من انتصار السود في عالم كانت تهيمن عليه الإمبريالية الأوروبية و حطم الانتصار الصور النمطية عن الدونية الأفريقية وأظهر قوة ومرونة السود في مواجهة الاستعمار. و كان الانتصار في معركة عدوة بمثابة مصدر إلهام للأجيال القادمة من الأفارقة الذين كانوا يناضلون من أجل التحرير والمساواة.
Профессиональный сервисный центр по ремонту бытовой техники с выездом на дом.
Мы предлагаем: сервисные центры в москве
Наши мастера оперативно устранят неисправности вашего устройства в сервисе или с выездом на дом!