البرهان × عاصمة الاتحاد الافريقي-  التوقيت والدلالات

بقلم /  حالي يحيي – كاتب صحفي

علي رأس وفد رفيع المستوي،  ضم كلا من مدير جهاز المخابرات السوداني الفريق اول أحمد ابراهيم المفضل والسفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف وحاكم إقليم دارفور السيد مني أركو مناوي،  يصلون أديس ابابا عاصمة الاتحاد الافريقي، الوفد الرفيع في محطته الثانية بعد كينيا في جولة افريقية لا تقل اهمية، بحسب متابعتنا انتهت باجتماع مهم مع رئيسها وليام روتو،  لقاء بحسب محللين   ازال مواقف سلبية بحسب الحكومة السودانية لكينيا  كما مهدت الطريق السالك لمسار جديد في علاقات البلدين،  وتمكين نيروبي من ان تلعب  دورا مهما وايجابي في عمليات البحث السلام الجارية في السودان.

رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد صاحب الجولات والمبادرات وطاقمه الرئاسي كان علي رأس استقبال الوفد السوداني، إستقبال عبر سجاد زهرة (آدي أببا) استقبال  يليق بمكانة السودان الجار القريب لدي وجدان الشعب الاثيوبي، وبحسب تغريدة ابي احمد ذكر ان  للزيارة أهمية في إطار تبادل وجهات النظر والتشاور المشترك في قضايا ثنائية ملحة ، كما أجري الطرفان مباحثات مشتركة حول سبل تعزيز العلاقات، علي رأسها  مجريات الأوضاع في السودان ومالات الحرب هناك، اطلع خلالها البرهان الجانب الاثيوبي اخر التطورات علي الصعيد الامني  والميداني.

ووفق منظور إستراتيجي فإن زيارة الوفد السوداني العاصمة  أديس أبابا تعد ذات أهمية للسودان ولاثيوبيا ولها عدة دلالات دون ان تقتصر عليها،  كما انها تاتي في توقيت مهم وفقا لجدول زيارات  البرهان الخارجية للدول المؤثرة اقليميا ودوليا،  الدلالة الاولي رسالة مهمة حملها البرهان للقيادة الإثيوبية يؤكد من خلال زيارته بأن دور اثيوبيا مهم ومحوري في البحث عن استقرار السودان او حتي البحث عن تنمية مشتركة عبر استغلال امثل للثروات الطبيعية المشتركة منها سد النهضة العظيم،  وتاريخيا ظلت الخرطوم تولي اهتماما مقدرا  بعيدا عن العاطفة  لأديس ابابا ربما أكبر من نيروبي كون أديس أبابا تمثل عاصمة سياسية للاتحاد الأفريقي فضلا عن علاقات الشعبين الجارين  الازلية ، بحكم واقع التاريخ والجغرافيا المشتركة، والتصاهر الاجتماعي بشكل كبير ، الواقع التاريخي والجغرافي ظل صمام امان لمسار العلاقات المتميزة الدلالة الثانية تشير الي أنه مهما كانت هناك خلافات في وجهات النظر حول قضايا مشتركة او حول كيفية البحث عن حلول للازمة السودانية، هناك  فهم وادراك جمعي  للنخب السودانية باهمية دور اثيوبيا واشراكها في قضايا تهم استقرار المنطقة، ومن منطلق حقيقة تاثر البلدين سلبا وايجابا لاي تطورات امنية وسياسية تحدث من حين لاخر ، زيارة البرهان ايضا تاتي متزامنة مع انطلاق  جلسة مهمة لمجلس السلم والامن الافريقي حول مسار  وتطورات السودان. ضمن جهود افريقية يؤمل منها اشلعب السوداني الذي لا يزال يدفع فاتورة الحرب  ان تدفع الجهوك الاثيوبية الافريقية الي جانب دور ايجابي لدول القرن وبقوة في استقرار وسلامة وسيادة السودان.

البعض قد يري ان الزيارة جاءت  متاخرة لكن في المقابل بحسب محللين يصفون زيارة البرهان بأنها تأتي في سياق خطة محكمة يعمل عليها الفريق المعاون للبرهان في تعزيز  الجهود السياسية والدبلوماسية الي جانب إدارة الحرب المفروضة علي السودان وبشكل يعمل علي الإسراع في تحقيق السلام وإنهاء كافة المهددات الأمنية 

توقيت الزيارة ايضا في حد ذاته جاء تاكيدا علي ان السودان لم  يغفل  عن اهمية ودور إثيوبيا الدولة من منطلق موقعها الاستراتيجي في القرن الافريقي،  كما ظل رئيس الوزراء أبي أحمد يحرص علي بذل جهود تفضي إلي توافق سوداني سوداني منذ تفجر الوضع السياسي عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير.

وفي ظل التوافق المشترك السوداني الاثيوبي حول القضايا الملحة علي رأسها دفع مسار السلام ووقف الحرب، وتعزيز المسار الإنساني والتطورات الميدانية، يمكن القول بأن الاتحاد الافريقي سيعمل وفق مسار جديد يؤكد علي حرصه بلعب دور إقليمي ودولي ينهي الأزمة السودانية ويحقق للشعب السوداني خياره الذي ظل يردده دوما جيش واحد شعب واحد.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “البرهان × عاصمة الاتحاد الافريقي-  التوقيت والدلالات”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *