“هرر” مدينة التسامح والتعايش

*ممثل مكتب السياحة والثقافة في مدينة هرر: مدينة هرر تتمتع بهوية عمرانية فريدة من نوعها

سمراي كحساي

تقع مدينة هرر شرق اثيوبيا في إقليم يحمل الاسم نفسه في أقصى شرق إثيوبيا، بطريق يمتد من المدينة باتجاه الأراضي الصومالية، وهو من أصغر أقاليم البلاد مساحة وسكانا  يبعد عن العاصمة أديس أبابا بنحو 500 كلم.

وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال ممثل مكتب السياحة والثقافة في مدينة هرر معروف عبد الهادي قيراط ان مدينة هرر الأثيوبية تتمتع بهوية عمرانية فريدة من نوعها حيث عرفت المدينة بطابعها الإسلامي والعربي ،وبتاريخها يالذي متد إلى أكثر من 1000عام .

واضاف ان مدينة هرر تتميز بتخطيط معماري مميز ، وهي مدينة محصنة ويحيط بها سور كبير مبنى من الحجارة واللبن ويصل ارتفاعه إلى 4 م ويعرف ب جوغول ” وقد بناه الأمير نورالدين مجاهد في القرن السادس عشر ميلادي ، ويشكل هذا السور عنصرا دفاعيا مهما للمدينة ، يدعمه عدد الأبراج الدفاعية في المدينة.

واشار معروف ان المدينة يطلق عليها الكثيرون “مدينة السلام والتعايش السلمي حيث تشتهر بالتعايش الديني ونتيجة لذلك تسلمت المدينة جائزة من قبل اليونسكو  للتراث العالمي غير الملموس لما قدمته من خدمات إنسانية كمدينة السلام والتعايش السلمي .

وقال ان مدينة هرر تم تسجيلها في منظمة المدن التراثية  التي تضم في عضويتها 115 دولة ، منذ يونيو 2023.

واضاف أن تسجيل هرر كإحدى المدن التراثية سيساهم بشكل كبير في تطوير التراث الثقافي والتاريخي وتطوير قطاع السياحة في المدينة .

وتميزت هرر بنظام تجاري وبمنتجات حرفية مشهورة، وأصبحت في القرن السادس عشر الميلادي مركزا تجاريا كبيرا بفضل وجودها على طرق التجارة مع بقية إثيوبيا.

وتشتهر المدينة بالبن الذي يعد أجود الأنواع في إثيوبيا كما أن هرر تتميز بتقليد إطعام الضباع من قبل السكان عند أبواب المدينة، حيث يضعون الطعام في طرف عصا قصيرة يمسكونها بالفم ليقترب الضبع كثيرا منهم ويلتقط الطعام. ويمثل هذا التقليد نقطة جذب سياحية.

المعالم

و تحتوي هرر على معالم عديدة، تجسد التاريخ الإسلامي للمدينة، أبرزها سور يعرف بـ”جقال” شُيد بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلادي، واكتمل في عهد الأمير نوري (1559-1567)، وقد حافظ على هوية شعب الهرر، الذي يعيش داخله في وئام وتسامح.

وللسور خمس بوابات لا تزال قائمة، كانت تفتح في تلك الفترة على المحاور الخمسة المؤدية إلى المدينة، وترمز الأبواب الخمسة إلى الصلوات الخمس التي يؤديها المسلم يوميا، وتحمل أسماء: باب السلام، والنصر، وبدر، والرحمة، والبحر الأحمر، وكان فوقها 24 برجا للمراقبة لم تعد موجودة.

على أحد أبواب السور توجد عبارة “يا الله النصر”، وداخل السور، وتحديدا على جدران مداخل الأزقة الضيقة، توجد كتابات أخرى تشير إلى ثقافة عربية عريقة نهلت منها المدينة.

كما تحتوي هرر على 99 مسجدا، وتعود ثلاثة منها إلى القرن العاشر الهجري، وعلى رأسها المسجد العتيق المعروف بمسجد جمعة، الذي جرى ترميمه وتحديثه فأصبح تحفة جميلة وسط مباني المدينة العتيقة، التي تتنوع ألوانها بين الأصفر والبنفسجي والأخضر وغيرها.

وتضم المدينة كذلك 102 ضريح لـ”أولياء”، إضافة إلى مركز للدراسات الإسلامية، ومتحف يحتوي عددا كبيرا جدا من موروثات الحضارة الإسلامية الهررية القديمة.

وقد جرى إدراج هرر بسورها العتيق على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي عام 2006 إثر منح المنظمة هرر جائزة السلام لعامي 2002 و2003، بفضل تعزيزها قيم السلام والتسامح والتضامن الاجتماعي عبر الحياة اليومية لشعب الهرر.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to ““هرر” مدينة التسامح والتعايش”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *