السياحة الدبلوماسية الناجحة في اثيوبيا !

تشير الدبلوماسية السياحية إلى استخدام السياحة كأداة لتعزيز العلاقات الدولية والتعاون بين الدول، إنها تنطوي على تبادل الأشخاص والأفكار والثقافات من خلال الأنشطة السياحية مثل السفر والضيافة والفعاليات الثقافية، واليوم أصبحت الدبلوماسية السياحية تحظى بالأهمية، وتعد من الجوانب الهامة للسياسة الخارجية للعديد من البلدان حول العالم. إن الهدف من الدبلوماسية الثقافية هو استخدام الثقافة والحوار بين الثقافات لبناء علاقات إيجابية وبناءة على المستوى الدولي. والسياحة هي أفضل الأنشطة البشرية التي تتيح فرصة مقابلة مختلف المجتمعات والثقافات.

تتمثل أحد الأهداف الرئيسية للدبلوماسية السياحية في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين بين الدول، من خلال تشجيع التبادلات الاجتماعية والثقافية، حيث يمكن للسياحة أن تساعد في كسر الحواجز الثقافية وتعزيز قدر أكبر من التسامح والتقدير لأساليب الحياة المختلفة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الثقة والتعاون بين الدول، مما قد يكون له آثار إيجابية على مجالات أخرى من العلاقات الدولية مثل التجارة والأمن والدبلوماسية.

السياحة في اثيوبيا فريدة من نوعها . و تحقق مئات الآلاف من السياح من أنحاء العالم سنوياً على المناطق السياحية في اثيوبيا  و سمع العالم ورأى هذه النهضة السياحية التي اكتشف من خلالها سهول وهضاب وانهار وغابات البن الاثيوبية  الرائعة، و اكتشف فيها أيضاً عزيمة الإنسان الاثيوبي  و قدرته على الخلق و الابتكار و استثمار هبات الخالق لأرضة..

نعم من ضمن الدبلوماسية السياحية تعمل الحكومات الاثيوبية على تخفيف القيود على التأشيرات وتسريع عملية طلبات التأشيرات في محاولة لزيادة دعم السياحة الدولية  وليس هذا فحسب بل تشارك في المهرجات السياحية العالمية وتقيم المنتديات وتعزز سياحة المؤتمرات وغيرها .

ومن ضمن مهام السياحية الدبلوماسية بحثت وزير السياحة الإثيوبية، ناسيس تشالي، الإثنين، خلال لقائها بوزير السياحة والآثار الأردني مكرم مصطفى القيسي، سبل تعزيز التعاون بالمجال السياحي بين البلدين.وجاء هذا اللقاء على هامش معرض سوق السفر العالمي، والذي انطلق في مدينة لندن من 6-9 نوفمبر 2023، حيث قام وزير السياحة والآثار الأردني، بزيارة الجناح الإثيوبي، بدعوة من الوزيرة الإثيوبية. وبحث المسؤولان، خلال اللقاء، سبل تعزيز السياحة في البلدين وتبادل الخبرات في مجال الحفاظ على الآثار.ووعد الوزيران بزيارة بلديهما لفهم الفرص المتاحة في كل دولة بشكل أفضل.

وكما تجدر الإشارة إلى أن الحكومة تعمل بنشاط في دعم السياحة بطرق مختلفة في تطوير الوجهات السياحية بمبادرات مختلفة أطلقها رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد عبر “المائدة من اجل الوطن “و “المائدة للاجيال “والتي من خلالها يتم تطوير الوجهات السياحية في البلاد مثل مشروع كويشا، جورجوراء، ووينتشي وغيرها من المشاريع السياحية في جميع أنحاء البلاد.

وتعتبر السياحة من  أولويات الحكومة في أجندتها التنموية، ووزارة السياحة تعمل في جعل إثيوبيا خلال خطتها العشرية بأن تصبح البلاد من أوائل الدول للوجهات السياحية في أفريقيا.

جانب آخر مهم من الدبلوماسية السياحية هو قدرتها على تعزيز التنمية الاقتصادية والنمو، السياحة واحدة من أكبر الصناعات في العالم، حيث تدر عائدات بمليارات الدولارات كل عام، ومن خلال الترويج للسياحة يمكن للبلدان أن تخلق فرص عمل، وتجذب الاستثمار، وتحفز النمو الاقتصادي، يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للبلدان النامية التي قد لا يكون لديها مصادر دخل مهمة أخرى.

في السنوات الأخيرة، طورت اثيوبيا  إستراتيجيات ومبادرات محددة لتعزيز الدبلوماسية السياحية، على سبيل المثال، أطلقت اثيوبيا برنامجًا يسمى «المائدة من اجل الوطن »، ومشروع تطوير ثمانية مواقع سياحية تحت شعار “المائدة من أجل الجيل” أن حكومة إثيوبيا قد حققت إنجازات هائلة في مبادرة “المائدة من أجل الوطن” ومشروع “منتزه شغر” لتجميل العاصمة أديس أبابا، لجذب عدد أكبر من السياح وزيادة السياحة الحضرية، كما أنه يمثل أضخم مشروع سياحي في إثيوبيا.

وتشمل مناطق الجذب السياحي الأثيوبية التاريخ الغني والتراث والثقافة والمناطق الطبيعية مثل الطيور البرية وكذلك العديد من الفعاليات الفريدة مثل إحتفالات مسقل وطمقت وإرتشا وغيرها .

ولدعم القطاع  السياحي اعتمد رئيس الوزراء آبي أحمد مبادرة شخصية طموحة تعتمد على توظيف الموارد الوطنية ، حيث اطلق ثلاثة مشاريع سياحية قيد التنفيذ في منطقة غوغورا التاريخية على ضفاف الشواطئ الشمالية لبحيرة طانا، بإقليم أمهرة ومنطقة كويشا، تقع في إقليم جنوب شعوب إثيوبيا، وونشي وهي واحة من المساحات الخضراء والبحيرات والعيون والشلالات الحارة، وسط منطقة في إقليم أوروميا، وذلك في إطار مبادرة ” المائدة من أجل الوطن”، بهدف إلى تعزيز مكانة إثيوبيا كوجهة سياحية ناشئة.

وليس هذا فحسب بل  أنه سيتم إطلاق مبادرة ” المائدة من أجل الأجيال” الرائدة الثالثة في تجراي وحايق ، وأمهرة وجيما وإقليم أوروميا وأربامنتش، وإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وإقليم عفر وإقليم الصومال، في حين سيكون هناك استثماران خاصان آخران تم إطلاقه في إقليم بني شنقول جومز وإقليم شعوب جنوب غربي إثيوبيا.

والذي يهدف إلى جذب ملايين السياح الاجانب خلال السنة المقبلة ،هذه المشاريع ستحفز بشكل كبير النشاط السياحي في إثيوبيا ، وتمكن المواطنين من الاستفادة بشكل أكبر من القطاع، اذا عمل جميع المواطنين معا إلى دعم إنجاح هذه المشاريع.

وتعتبر مبادرات “مائدة من أجل الوطن” والتي تقوم بتنمية أربع وجهات سياحية فى منطقة قورقورا وونجي ، ومبادرة “مائدة من أجل الأجيال” التي تستهدف تنمية ثمانية وجهات أخرى شاهداً على إستمرارية إهتمام الحكومة بالقطاع.

ومن ضمن نجاحات الحكومة في السياحة الدبلوماسية هي العمل علي ترويج السياحة في اثيوبيا ارض الاصول البشرية بمشاركتها في مختلف المحافل الدولية علي سبيل المثال لا الحصر

ومؤخرًا، قال نائب السفير في السفارة الصينية لدى اثيوبيا إن الصين ملتزمة بالعمل مع إثيوبيا في مجال السياحة. وفي الواقع، لدى إثيوبيا والصين الفرصة للعمل معًا في قطاع السياحة. وفقًا لنائب الرئيس، حددت وزارة الثقافة والسياحة الصينية أيضًا إثيوبيا كوجهة جديدة من بين 30 دولة.  

مما لا شك فيه أن وزارة السياحة اتخذت إجراءً محموداً يلعب دوراً هاماً في تعزيز العلاقات بين الدول. بشكل إيجابي، مع استمرار البلدين في العمل في قطاع السياحة، وخاصة السياح العالميين، سيستمر العديد من السياح الصينيين في القدوم إلى إثيوبيا. بعد إدخال الإصلاح الوطني، التي أولت قيادة رئيس الوزراء أبي أحمد اهتمامًا كبيرًا لتوسيع مواقع السياحة البيئية التي يمكن أن تلعب أدوارًا حاسمة لنمو القطاع في أجزاء مختلفة من البلاد.  

لهذا فإن الدبلوماسية السياحية تحتاج لإستراتيجية واضحة تضع نصب عينيها التأثير والهيمنة الثقافية الناعمة على الطرف الآخر واذا استمرت اثيوبيا بهذا النهج وتعزيز القطاع السياحي ستصبح من الدول السياحية الاولي في العالم في المستقبل القريب فهل حققت اثيوبيا هذا الهدف النبيل ؟!.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *