من أجل بلورة أهداف الدبلوماسية الاثيوبية !

تقوم الشراكة الاستراتيجية بين إثيوبيا ودول العالم  على مبدأ احترام الاستقلال السياسي،ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتعاون والتنمية  وليس هذا فحسب بل  علاقات راسخة وثابتة تقوم على أساس الاحترام المتبادل ، وتشهد تطورا ملموسا على كافة الأصعدة، لاسيما المستويات الرسمية والشعبية بفضل الرعاية والاهتمام المباشر من قادة اثيوبيا في تعزيز العلاقات مع كافة دول العالم .

لم يكن هذا التغيير يخص الدبلوماسية الاثيوبية  وحدها، وإنما تواكب مع تحول عالمي، اكتسب فيه العمل الدبلوماسي على المستوى مكتب رئيس الوزراء والخارجية الاثيوبية  أهمية متزايدة، وابتكرت مفاهيم جديدة للدبلوماسية ، وظهرت مفاهيم «دبلوماسية المؤتمرات»، و«الدبلوماسية الاقتصادية» والتنموية والبيئية، و«دبلوماسية المناخ».. إلخ.

وكانت زيادة دور الدبلوماسية الوزارية  في اثيوبيا بمقدار التحول في مفهوم السياسة الخارجية، وتداخلها مع قضايا العمل الداخلي، بحكم المرحلة الراهنة من تطور الدولة والنظام في اثيوبيا . ذلك ما عكسه حجم زيارات رئيس الوزراء ووزير الخارجية والوزراء والدبلوماسيين  إلى الخارج، وحجم زيارات الزعماء الأجانب إلى اثيوبيا ومؤخرا زيارة زير خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية، إيفان جيل بينتو.

على سبيل المثال،الزيارات الي الصين وفرنسا والامارات ودولة جنوب السودان وعلاقات التعاون مع المغرب وقطر والسعودية وغيرها من العلاقات الدبلوماسية ادت الي تعزيز التعاون والدعم الاقتصادي، ومن خلال إبرام الصفقات التجارية، ونوافذ الإعلان عن الفرص عندما يتعلق الأمر بالتصدير والاستثمار، فضلاً عن الحفاظ على مساهمة الصناعات في البلاد وزيادتها، من الممكن خلق فرص عمل جديدة للمواطنين عبر الدبلوماسية الناجحة التي تنتهجها البلاد اليوم .

بمناسبة حقبة جديدة من تعزيز العلاقات الاقتصادية، وقعت إثيوبيا وجمهورية أيرلندا اتفاقيات تمويل بقيمة 8 ملايين يورو. لدعم برنامج شبكة الأمان الإنتاجية وأهداف التنمية المستدامة التي تركز على الصحة والاقتصاد المحلي . ووقع الاتفاقية في أديس أبابا وزير المالية أحمد شيدي ووزير الدولة الأيرلندي للتنمية الدولية والمغتربين. ومن جانبه، قال وزير الدولة فليمنج: “يسعدني أن أجدد التزام أيرلندا بتمويل هذه البرامج الوطنية الإستراتيجية التي تهدف إلى توسيع نطاق الحماية الاجتماعية وخدمات الرعاية الصحية لجميع من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء إثيوبيا، وخاصة النساء والأطفال”.

 وخلال حفل التوقيع ، قال وزير المالية الإثيوبي أحمد شايد إن الجانبين تربطهما علاقات دبلوماسية طويلة الأمد ويحقق كلاهما إنجازات مختلفة في عدة مجالات. وأشار الوزير إلى أن البلدين يعملان الآن على تجديد وتنشيط تعاونهما الاقتصادي بروح جديدة توسعت خلال العقدين الماضيين ونمت في مجالات التجارة والسياحة والتعليم والاستثمار.  

وبالإضافة إلى استمرارية الأهداف التقليدية للسياسة الخارجية الاثيوبية، يمكن القول إن مرحلة ما بعد  اتفاقية السلام في بروتوريا تبنت عددا من الفضاءات الجديدة، حيث شهدت السياسة الخارجية الاثيوبية  تحركًا نشطًا في التوجه شرقا ناحية آسيا مع ايران وباكستان والهند وكوريا واليابان وغيرها ، وكذلك دائرة الشرق الاوسط والقارة الافريقية وخاصة دول حوض نهر اباي  . أيضاً استعادت اثيوبيا  قدرًا من التوازن في علاقتها مع القوى الكبرى من خلال استمرار العلاقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه فتح الآفاق للعلاقات مع روسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي  .

علي سبيل المثال من خلال زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن أجرى محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وناقش الجانبان وجهات النظر حول القضايا الثنائية التي من شأنها تمكين إثيوبيا وجنوب السودان من تعزيز تعاونهما الثنائي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .و شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ، دمقى مكونن، الأربعاء، على ضرورة التعاون بين دول حوض النيل، فيما يتعلق بالاستخدام الرشيد للموارد المشتركة.جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه برئيسة الجمعية التشريعية الانتقالية بجنوب السودان جيما نونو كومبا، وذلك بمقر البرلمان في جوبا، يوم الأربعاء.

وكان قد بحث سفير إثيوبيا لدى قطر وإيران واليمن فيصل علي إبراهيم ، مع مدير الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية القطرية ، مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.وبحث سعادة السفير القضايا ذات الاهتمام المشترك مع السفير عبدالله بن حسين محمد الجابر مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية القطرية.وركزت مناقشاتهما على المستشفى الخاص لعلاج الكلى المقرر بناؤه في إثيوبيا وقضايا أخرى حيوية لزيادة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.وكما تبادل المسؤولان وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والقارية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقا للسفارة الإثيوبية في الدوحة.

واليوم تستعد إثيوبيا للمشاركة في جميع جوانب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، الذي سيعقد في دبي، الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.

وفي كلمة ألقاها ممثلاً لوزيرة التخطيط والتنمية، فيصوم أسيفا، سلط جيتاهون الضوء على رؤية إثيوبيا الطموحة لتحقيق صافي انبعاثات غازات الدفيئة صفر ودولة مزدهرة قادرة على التكيف مع تغير المناخ بحلول عام 2050 والتقدم الذي أحرزته في تنفيذ مبادرات المناخ الوطنية، مثل مبادرة البصمة الخضراء وغيرها .

وكانت دعت سفيرة المغرب لدى إثيوبيا الى مزيد من المبادرات لتطوير العلاقات الثقافية بين اثيوبيا والمغرب نظراً للتقارب في العادات الثقافية والاجتماعية.في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الإثيوبية قالت سفيرة المملكة المغربية لدى إثيوبيا نزهة علوي محمدي إن العلاقات الثقافية بين المغرب واثيوبيا هي علاقات عريقة وتربط الشعبين وتحتاج إلى مبادرة وزيارات بين المسؤولين، وعلى الرغم من البعد الجغرافي فإن البلدين قريبين جداً من حيث الطقوس والعادات الثقافية والاجتماعية. وكشفت السفيرة بأن هنالك جهود من الجانبين لتوقيع على مشروع اتفاقية ثقافية مشتركة يتم العمل فيه، مشيرة إلى أن هناك تبادل للزيارات بين المسؤولين.

قال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير ملس الم، الخميس ، إلى يتم اتخاذ العديد من المباراة لتشجيع الشركات والمستثمرين الدوليين على النظر في فرص الاستثمار في إثيوبيا، بهدف تعزيز الاقتصاد وتحسين تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر.وليس هذا فحسب بل  إن إثيوبيا شاركت خلال الربع المالي في 48 منتدى لترويج الاستثمار مع التركيز على تعزيز تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر. وقد ألقى الضوء على المنتديات الناجحة التي عُقدت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وفي شنغهاي وشاندونغ بالصين بحضور أكثر من 600 شركة.وقال إن حوالي 53 مستثمرًا أجنبيًا قاموا بزيارات ما قبل الاستثمار إلى إثيوبيا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة الميزانية. ولتعزيز قطاع السياحة، دعت الحكومة 33 من منظمي الرحلات السياحية لدمج إثيوبيا في مسارات رحلاتهم.  وأضاف السفير ملس أن إثيوبيا تعتزم المشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية في الأسابيع المقبلة.

ومن أجل بلورة الأهداف الدبلوماسية تعمل وزراء الخارجية الاثيوبية علي تعزيز التعاون مع كافة اطياف المجتمع الدولي فإن الهدف النهائي هو اللجوء إلى القوة الاقتصادية. النقطة البارزة التي تجعل السياسة الاقتصادية لأي دولة محورية هي تشابكها مع سياستها الخارجية بوتيرة أعلى.  إن الروابط التجارية والاستثمارية هي الأماكن الرئيسية التي تنجح فيها البلدان مع بعضها البعض اذا استمرت البلاد بهذه الوتيرة ستكون من الدول ذات الشان العظيم في المستقبل القريب فهل حققت ذلك اثيوبيا ؟!   

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *