الشيخ تاج الدين: ” السلام قبل كل شيئ “

رئيس المجلس: علينا الإستفاة من الوحدة التي حصلنا علينا!

*”أفضل وأعلى ثروة هي الوحدة والتلاحم فيما بيننا”

عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) قال الدكتور الشيخ  حجي إبراهيم رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي للشئون الإسلامية الإثيوبي الذي حضر كضيف شرف في الإجتماع العام الخامس العادي السنوي الذي يجتمع فيه مجلس إقليم أوروميا لعرض التقرير السنوي للمجلس وإقراره. إنه علينا أن نستفيد من الوحدة التي حصلنا عليها بعد التغلب على التحديات والعوائق الجمة التي واجهت المجتمع الإسلامي خلال الأنظمة الماضية والخلافات التي حدثت بين المسلمين الإثيوبيين لتفريق وحدتهم.

وقال الشيخ حجي إبراهيم: إن أفضل وأعلى ثروة، هي الوحدة والتلاحم فيما بيننا! والتكاتف والعيش مع حكومتنا، ومع الجهات القانونية، وإحترام سيادة القانون، وحب القانون وإتباعه، ما دام هناك ما لا يخالف القرآن والسنة النبوية الشريفة. وكذلك، تطبيق أمن وسلام البلاد، ليس باللسان فقط، بل على أرض الواقع.

وقال الشيخ حجي: إنه يجب علينا أن لا ننسى ما مضى علينا أمس؟ وأن ننظر إلى ما نحن فيه الآن،! وما الذي جاءت به هذه التغييرات؟ وماذا حدث فيها؟ وألا ننسى أيضا الوحدة التي حصلنا عليها الآن؟  لأن أعداؤنا لا ينامون، بل ينتظرون الفرصة وينتهزون السانحة. ومع هذا، فإن ما يهدم وحدتنا لا يأتي بعد الآن، بإذن الله سبحانه وتعالى. ولذلك، علينا أن نعزز وحدتنا ونترك وراءنا الأشياء البسيطة قيل وقال. وألا ننظر إليها، وخصوصا أنتم العلماء الأجلاء بدءا من المستوى الأدنى  إلى المستوى الأعلى، لأنكم القدوة للمجتمع. وعلينا أن نتوجه إلى العمل تطبيقيا على الأرض. ونظهر التنمية الإجتماعية والإقتصادية والدخول إلى الإستثمار بقدر الإمكان في بلادنا. 

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة مع الشيخ تاج الدين محمد عضو الإدارة التنفيذية في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بإقليم أوروميا حول هدف الإجتماع، ودور زعماء الأديان في إحلال الأمن والسلام، وغيرها من الأسئلة؟ وقال: إن الهدف من هذا الإجتماع العام الخامس العادي السنوي الذي يجتمع فيه علماء وشيوخ المساجد وقيادات المجالس من جميع المناطق في إقليم أوروميا، ومن الأقاليم المجاورة له يتم فيه عادة عرض التقرير السنوي للمجلس وإقراره. وكذلك، تقديم الميزانية والخطة السنوية، بالإضافة إلى عرض مشاكل المحافظات المختفلة حول مايدور في إدارة المساجد، وفيما يخص بإدارة المجلس التابعة للمجلس أو المدينة أو المراكز حيث إن إقليم أوروميا واسع وكبير، ويهتم بشئون المسلمين شرقا وغربا شمالا وجنوبا.

 وأشار الشيخ تاج الدين قائلا: إنه كما ترى أن ممثلي أو رؤساء الأقاليم الأخرى، جاؤوا ليعبروا عن إمتنانهم لمجلس أوروميا ولشعب أورومو لإحتضانهم شعوب الأقاليم الأخرى، والإهتمام بالدعوة وتبليغها، وانتشار الأوروميين كقومية كبيرة من القوميات الاخرى في البلاد. كما تحيط هذه القومية جميع القوميات ما عدا إقليمين. وهذا ما جعل منطقة أوروميا كمركز ومحور لتبني القضايا الدينية والإسلامية في هذا البلد.

وحول ما مدى إستفادة إقليم أوروميا من هذه المركزية ؟ قال الشيخ تاج الدين واصفا الأوروميين: لا شك أنه عندما تكون هناك مركزية، فإنه توجد هناك من يستفاد منه، حيث هناك علماء يحتضنهم هذا الإقليم وجاؤوا بأسباب وعوامل مختلفة التي تدفع الإنسان إلى الهجرة، وهذه الهجرات التي حصلت بطريقة أو بأخرى إحتضن الاوروميون الأخرين، واستفادوا منهم تجاريا وثقافيا ولغويا. ولهذا، ترى أن الأوروميين يجيدون عدة لغات. بينما القوميات الأخرى لاتجيد غير لغتها. كما استفادوا من التناسب، والتصاهر، والإمتزاج. وهذا مما يقوي العلاقة ويقلل الإختلافات، وما دام أنت في المقدمة، فيجب عليك أن تكون راحلة، لان الراحلة تحمل جميع اللاوازم، من الطعام والشراب والمتطلبات الأخرى، وتقود الأخرين.

ولذلك، فإنه مطلوب من الأوروميين أن يكونوا راحلة تقود الأخرين، ويتحملوا مشاكل الآخرين وأخلاقهم، وأن يتحملوا من أجل مصلحة الدين والنهوض بالإسلام والمسلمين. بالإضافة إلى أنهم ذات الكثافة السكانية العالية والموقف الإستراتيجي التي تجعلهم أن يكونوا في الصدارة بقيادة هذه المجتمعات، مع الحفاظ على حقوقهم التي إفتقدوها دهرا من الزمن وعانوا ما عانوا من المشاكل. لان إثيوبيا متحف الشعوب كما يقال، ومطلوب منهم  القيادة بجدارة وعدالة وإنصاف.

وحول دور زعماء الأديان في استتباب الأمن والسلام؟، قال الشيخ تاج الدين: إن الأمن والسلام يهم الجميع، الكبير والصغير، الرجال والنساء، ولا يميز الدين، فالكل يحتاج إليه، والواجب على الجميع. وكذلك الحفاظ عليه على الرغم من أن هناك مسئولية على الدولة التي تخدم هذه المجتمع عليها أن تحافظ على أمنه، وأنا أصف الدولة كالذي يجلس على الطابق العاشر من العمارة، يرى جميع الجوانب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، كما يرى ما فوقه وما تحته، بينما قد يكون المجتمع يرى جانبا واحدا فقط، ولذا، فإن مسئولية الدولة بحجمها، ولولا وجود السلام والإستقرار ما اجتمعنا هنا، وإتاحة الدولة هذه الفرصة، يعيش المجتمع بإطمئنان ويصلي في أي مكان، وهذا يرجع بعد فضل الله سبحانه وتعالى إلى قيادة الدكتور أبي أحمد لهذا البلد، مقارنة بالإستخبارات المرعبة في الأزمنة السابقة التي جعلت  المسلمين لا يأمنون في أي شيئ، ولا يثقون كأنهم خارج هذا البلد، أو أنهم يشعرون بأنهم يعيشون في سجن كبير. ولهذا، فإن القيادة يجب أن تعي بالمجتمع تماما، وأن حجم المسلمين في هذا البلد كبير، ولكن مشاركتهم السياسية والإقتصادية والثقافية كسكان قليلة. على الرغم من أن حاجتهم ومطالبهم كبيرة أيضا.

وأما بالنسبة لدور زعماء الأديان، من العلماء والقسيسين، فلا يقل عن واجب الدولة، يعني من يقود قبيلة، فهو مسئول عن هذه القبيلة في أمنها وما يصلح لها. ولهذا، فإن عليهم مسئولية التوعية حول الأمن والحفاظ عليه عبر الخطب والمواعظ. وعلينا أن ننظر إلى البلدان التي فيها توتر ونزاعات وحروب، لان الإنسان في مثل هذا الوضع لا يفكر في شيئ آخر. ولهذا، فنحن كدعاة ومشايخ مسئوليتنا توعية الناس بأهمية الأمن والحفاظ عليه  والتعايش السلمي مع الآخرين. ومع أصحاب الديانات الأخرى بإحترام وتقدير لأتباع الديانات الأخرى. لانه إذا إحترمت أنت الديانات الأخرى، لا شك أن الديانات الأخرى تحترم ديانتك وخصوصياتك. وجاء بمثل مقتبسا من الحديث الصحيح، نحن هنا، في إثيوبيا في داخل مركب يمشي على البحر، وإذا أرادت فئة من الفئة في هذا المركب أن تأخذ الماء بخرق السفينة أو المركب غرقت وغرق جميع ما في المركب. وأن هذا البلد لنا جميعا، لا نسمح لأي معتد يريد الإعتداء عليها وعلينا.

وقال الشيخ تاج الدين في رسالته الأخيرة: أنا في توصيتي للإثيوبيين أولا: أن هذا البلد، بلدنا ويكفينا ويسعنا جميعا، وأن نحترم بيننا، وخصوصياتنا، وثقافانتا وعاداتنا. وعلينا حل مشاكلنا بالحوار والتسامح، وليس بالعنف والتحريض وغرس النعرات القومية المنبوذة والكراهية الممقوتة والبغيضة. وعلى هذا الأساس أن يحترم الكل الآخر، وعلينا أن نشارك في تنمية البلاد ونهوضها، وربما قد تنجم المشاكل في هذا البلد من الفقر وعدم وجود التنمية وعدم العدالة والمساوات والإنصاف، وتهميش فئة ما.

وأما المسلمون كجزء كبير في هذا البلد لهم حقوق، حيث إن هذه الحقوق كثيرة. ولذا، فسترد أسئلتهم تدريجيا، فعليهم أيضا أن يطلبوا حقوقهم بطرق سلمية. وعليهم أيضا، حل مشاكلهم  بالحوار وبالتعاون والتشاور والمناقشة والتفاهم مع الدولة، ومع الأديان الآخرى أيضا. وأخيرا ، فإن على الإثيوبيين جميعا فيما يستهدف بلادنا وثقافاتنا وعادتنا وديننا جميعا من الخارج أن ندافع بيد واحدة، ونرد عليه عبر التكاتف سواء كان ذلك بالحجة والبرهان حتى يتدخل فينا أحد ويفرق وحدتنا.   

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *