المواقع السياحية والتاريخية في مدينة دري دوا  (ملكة  الصحراء)

سمراي كحساي

تعتبر مدينة دري دوا الواقعة شرقي اثيوبيا من المدن الإثيوبية العريقة التي تتمتع بتاريخ عريق حيث تم تأسيسها إبان بناء السكك الحديدية التي تربط أديس أبابا بجيبوتي .

و تم تأسيس مدينة دري داوا  بعد بناء السكك الحديدية في 23 ديسمبر من عام 1902 ، وتحيط الجبال بالمدينة ويتراوح ارتفاعها ما بين مائة إلى مائتين وخمسين مترا.

وهنالك العديد من الشواهد التي تشير إلى أن المكان الذي تقع فيه المدينة كان مأهولا بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ .

وتتمتع دري دوا بالعديد من الكهوف التي وجدت منذ عصور ما قبل التاريخ حيث إن بعضها حظي باعتراف دولي بفضل جهود الأجانب المهتمين بالفنون الصخرية من العلماء الأمريكيين والفرنسيين الذين قاموا بأعمال الحفر وغيرها من الدراسات على عدد قليل منها منذ عام 1902.

ودري داوا هي أقرب المدن لـمدينة هرر وهي بلدة السكك الحديدية الإثيوبية الحديثة، وتمتلك مطارا دوليا والعديد من المرافق الحكومية وفنادق من الدرجة الأولى، فضلا عن فنادق خاصة.

وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال الاعلامي في قسم اللغة العربية بمكتب عمدة مدينة دري داوا رايت يوسف عبد القادر مدينة  دري داوا تعتبر ثاني أكبر مدينة في إثيوبيا من حيث المساحة والعدد  وأن هناك قوميات عديدة تعيش في مدينة دري دوا .

واضاف ان السياحة في دري دوا تزداد يوما بعد يوم  بسبب  سهولة الوصول اليها ووجود المطار والقطارات و الطرق وتوفر الفنادق فيها .

واشار الي ان  هناك العديد من الجنسيات التي عاشت في مدينة دري داوا  مثل اليمنيين والأرمن والهنود

وما زالوا موجودين وقال انه بسبب الإصلاحات التي تم تنفيذها  في مدينة دري دوا  بقيادة العمدة السيد خضر جوهر إبراهيم  و السيد إبراهيم يوسف  رئيس مكتب حزب الازدهار وبعض الشباب المتطوعين  في مجال السلام وفي مجال التنمية .

 وقال ان العمدة اطلق برنامج الحنين الي دري داوا من اجل تشجيع المغتربين من اهالي دري داوا لزيارتها والترويج للسياحة.

واضاف الاعلامي رايت يوسف عبد القادر انه تم إنشاء دري داوا، ثاني أكبر مدينة في إثيوبيا، في عام 1902 كمحطة رئيسية على طول خط السكة الحديد بين أديس أبابا وجيبوتي أثناء مرورها بالسهول الجافة الساخنة شمال مدينة هرار و تنقسم المدينة إلى قسمين متميزين عن طريق نهر داتشاتا الجاف عادة.

إلى الشمال الغربي يقع حي  كيزيرا، وهو حي فخم على الطراز الاستعماري تتلاقى طرقاته الواسعة مع محطة السكك الحديدية الفرنسية الرائعة.

وفي جنوب غرب النهر، يتمتع الحي الإسلامي القديم في ميغالا بطابع شعبي أكثر تمامًا، يتجسد في ثلاثة أسواق يومية مفعمة بالحيوية وهي سوق قفيرة الذي تباع فيه (المواد الغذائية والمنتجات المحلية الأخرى)، و”تايوان” (السلع الإلكترونية وغيرها من السلع المستوردة)، وأشيوا ( سوق الماشية).

واضاف رايت ان مدينة دي ر داوا، المعروفة بتاريخها الغني وثقافتها المتنوعة أصبحت وجهة جذابة للسياح حيث توفر المدينة مجموعة واسعة من أفضل مناطق الجذب التي تأسر الزوار من جميع أنحاء العالم.

وقال ان أحد الأماكن التي يجب زيارتها في دير داوا هو سوق قفيرة، وهو سوق صاخب في الهواء الطلق يعرض الحياة اليومية المحلية ويقدم مجموعة متنوعة من السلع، من المنتجات الطازجة إلى الحرف التقليدية.

وبالنسبة لعشاق التاريخ، يعد متحف السكك الحديدية مكانًا رائعًا للاستكشاف، حيث يعرض اتصال المدينة بخط السكك الحديدية بين جيبوتي وأديس أبابا.

كما يوجد منتزه ملينيم او الالفية الذي تمت اعادة تسميته بأسم الفنان الدكتور على برا الراحل تكريما له والذي يعتبر من مواليد مدينة دري داوا.

وقال ان مطار دري داوا جاهز  ويعمل كل يوم ويلعب دورا كبيرا  في الترويج  للسياحة  حيث يقدم حوالى  ستة رحلات داخلية  .

ويقع المنتزه على الطريق المؤدي إلى مطار دري داوا ويوجد فيه نصب تذكاري صخري تُعرض عليه نسخة برونزية من لوحات الكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ ويعتقد أن لوحات الكهف قد تم رسمها منذ أكثر من 7000 عام.

ويحتوي المنتزه أيضًا على خمسة منازل ريفية تصور أنماط بناء الأكواخ التقليدية للمجموعات العرقية الخمس الرئيسية المقيمة في المدينة و تعرض المنازل الريفية التقليدية المواد والأواني الثقافية التي تستخدمها المجموعات العرقية .

ويوجد في المدينة العديد من القوميات الاثيوبية  يعيشون بالتسامح والاحترام والمحبة و القيم الثقافية مما يجذب السياح اليها.

وهنالك معلم بارز آخر في المدينة هو كنيسة دري داوا وهو موقع ديني فريد منحوت من الصخور الصلبة و تجذب هذه الأعجوبة المعمارية السياح المهتمين باستكشاف التراث المسيحي الأرثوذكسي الإثيوبي.

كما يوجد مسجد الجمعة الكبير الذي تم بنائه في عام 1902 من خلال تبرعات  ومساهمات المجتمع المحلي حوله وهو يعتبر واحد من اهم المباني التاريخية في المدينة.

ويوجد ايضا المسجد الإيطالي الذ يقع في سفح جبل غاندا جارا، وبالتحديد في منطقة تسمى لاغا هاري. وهو تراث تاريخي وديني بناه الإيطاليون أثناء احتلالهم و قيل أن الغرض من بناء المسجد هو استراتيجية تكتيكية للتقرب من السكان المسلمين في ذلك الوقت.

و لتجربة الثقافة المحلية، يمكن للمسافرين زيارة قاعة مدينة دري داوا، وهو مبنى كبير على الطراز الاوروبي يضم مركز دير داوا الثقافي و يمكن للزوار الاستمتاع بالموسيقى التقليدية وعروض الرقص والمعارض الفنية.

و بفضل مزيجها من السحر التاريخي والجمال الطبيعي والغنى الثقافي، تقدم مدينة دري داوا تجربة سفر فريدة لأولئك الذين يبحثون عن مغامرة إثيوبية أصيلة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *