السياحة ودورها في دفع عجلة الاقتصاد !!

إثيوبيا بلد رائع ذو تاريخ كبير وحضارة عريقة، يتمتع بأجمل الأماكن السياحية، كما أنه غنى بالمعالم التاريخية والآثار القديمة.

وتجتذب إثيوبيا عددا كبيرا من السياح كل عام، خاصة باحثى التاريخ ومحبى الفنون والطبيعة، حيث وصلت الأبحاث فيها إلى اكتشاف أصل البشرية وأقدم هيكل عظمى إنسانى.

وتلعب السياحة دوراً هاماً في اقتصاديات الدول وتحتل مكانا مرموقا واهتماما عالميا من جانب الحكومات والخبراء حيث الاصرار على ان الدولة التي اخذت في تطوير وتنمية القطاع السياحي فيها تأخذ طريقها نحو التنمية الاقتصادية وتحسين الهيكل الاقتصادي ويظهر الأثر الاقتصادي للسياحة في زيادة الايرادات السياحية من النقد الاجنبي مما يعطي الدفعة اللازمة للتنمية بتوفير اكبر قدر من العملات الاجنبية التي ينفقها السائحون خلال مدة اقامتهم على مختلف الخدمات والسلع السياحية وغير السياحية .

تسابق السياحة في إثيوبيا الزمن لتحجز لنفسها مكانة متقدمة بين دول العالم السياحية، فإثيوبيا تتحول إلى إحدى المناطق الأكثر سحرًا في إفريقيا، وعلى الرغم من ذلك فإنها تعتبر وجهة مُفضلة للآلاف كل عام، وخاصة المواطنين من الدول العربية والغربية والافريقية  لزيارة العديد من المناطق الآثرية والتاريخية، والمناظر الطبيعية الساحرة، وبعض المحميات الوطنية التى تملأ أديس أبابا، فبداية من إقليم أمهرة في الشمال وصولًا إلى مدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب إثيوبيا وبحيرات اقليم اوروميا وجبال بالي وغيرها  .

مما لاشك فيه إن إثيوبيا لديها إمكانات سياحية واستثمارية ضخمة حيث تعمل الحكومة على تسهيل البنية التحتية تحت قيادة رئيس الوزراء أبي أحمد وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، قام طاقم من الصحفيين بزيارة أنشطة تطوير الوجهات السياحية بما في ذلك تلك التي يتم تنفيذها في إطار مشاريع “المائدة من اجل الوطن” التي أطلقها رئيس الوزراء لدفع عجلة السياحة والمساهمة في  النموالاقتصادي للبلاد .

ومن بين هذه المشاريع منتجع هلالا كيلا الذي يضم مناطق جذب تاريخية وطبيعية والذي يقع في منطقة دورو باقليم جنوب غرب إثيوبيا وليس هذا فحسب بل أن المنطقة تتمتع أيضا بموارد طبيعية وحياة برية تضم نحو 1000 فيل أفريقي، حيث تقع بالقرب من حديقة تشيبيرا تشورشورا التي تأوي العديد من الحيوانات البرية.

وقد أثبت العالم علميا أن إثيوبيا هي المكان الذي توجد فيه حقيقة أصل الإنسان. ( لوسي) لن يكون هناك إنسان لا يريد زيارة هذا. لأن الأماكن المرتفعة والمنخفضة تقع في إثيوبيا. ونجد أعلى الأماكن عند جبال سمين وجبال بالي، وكذلك أدنى مكان هو منخفض دلول في عفار. وهناك أيضًا أماكن حارة وباردة جدًا في إثيوبيا. وبشكل عام، إثيوبيا بلد يتمتع بأماكن استثنائية للغاية.

وهذا السياق،علي سبيل المثال لا الحصر  أن الجنة  التابعة لاقليم اورميا لعبت دورا كبيرا فى تعريف ثقافة ولغة وتاريخ الشعب الأورومي للعالم خلال السنوات الثلاث الماضي. كما تسعى المفوضية لترويج الإقليم كواجهة سياحية متنوعة ومتكاملة في إثيوبيا حيث يتمتع الإقليم بتنوع سياحي من الاستجمام والسياحة التاريخية والثقافية، مضيفا إلى أنه سيتم عرض المعرض الثقافي والسياحي الذي استمر أربعة أيام. وجرت هناك ندوات حول الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع السياحة في أوروميا.

إنه منذ أن تم تشكيل مفوضية السياحة خلال السنوات الثلاث الماضية،  فإن اقليم اورميا  يسعى ليكون إحدى الوجهات السياحية المفضلة للسياح والمستثمرين العرب، بناءا على معطيات التنوع الديني والثقافي والبيئة الطبيعية التي يتمتع بها الإقليم. وأما بالنسبة لعدد السياح الأجانب، فإن أكثر السياح إلى الإقليم، هم من منطقة الشرق الأوسط بعد الصين، والدول الأوروبية بالدرجة الثالثة، حسب قوله.

وللسياحة في الناحية الثقافية دور لايمكن اغفاله من تعريف المواطنين والسائحين بتراث الشعوب الاثيوبية  وحضارتها و التعريف بالبيئة مما يؤدي الى ادراك الشخصية القومية الاثيوبية  وبالتالي زيادة الانتماء للوطن من جانب مواطنيه واعطاء صورة دقيقة عن الحضارات الاثيوبية المختلفة والاماكن الدينية السياحية في تجراي النجاشي وبالي الصوفي عمر وفي هرر قلعة وسور هرر وقلعة جوندر والاليبالا الكنيسة الصخرية وجما ابا جيفار والحدائق في اديس ابابا وانطوطو وبحيرات بشوفتو وشعوب الجنوب الخضرة والطبية وغيرها  وسكانها والمعلومات الصحيحة عن البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية التي سيواجهها السائحون وهذا مما لاشك فيه ان الحكومة ممثلة في وزارة السياحة والثقافة الاثيوبية  تضعه ضمن استراتيجيتها للتنمية السياحية لدفع عجلة الاقتصاد الي الامام .

واثناء افتتاح  معرض «معرض السياحة والضيافة»، بمتحف العلوم والتكنولوجيا،يوم الاثنين الماضي في اديس ابابا قال الدكتور أبي احمد رئيس الوزراء : إن إثيوبيا غنية بالتاريخ والتراث والثقافة والهداي الطبيعية والطيور والحياة البرية التي تشكل أساسًا لتنمية السياحة، مشيرا إلى أن البلاد تتمتع أيضًا بتنوع حيوي رائع وبمناطق جذب سياحي محتملة وتقع في أعلى الجبال والأراضي المنخفضة ذات الطقس الملائم. كما شدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لزيادة استفادة البلاد من قطاع السياحة. مؤكدا على أن حكومة إثيوبيا تعمل على تطوير قطاع السياحة من خلال إصلاح الاقتصاد المحلي.

مما لا ريب فيه أن السياحة في العصر الحالي هي صناعة متكاملة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة بمختلف أشكالها في كثير من بلدان العالم التي اهتمت بتنمية هذا القطاع السياحي لتحقيق المردود الأمثل منها اقتصاديا واجتماعيا.

اذن علينا ببذل مزيد من الجهد للاهتمام بهذا القطاع الاقتصادي التنموي الهام لاسيما وأن كثيراً من دول القرن الافريقي  في حاجة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية من أجل الاستفادة منه كمورد اقتصادي أولاً، ومن ثم رفاهية شعوبها.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *