سمراي كحساي
تتمتع إثيوبيا، باعتبارها واحدة من أقدم الدول في العالم، بتاريخ متقدم في العلاقات الدولية والدبلوماسية.
ووفقا للروايات المكتوبة، تعود العلاقات الدبلوماسية والدولية التقليدية لاثيوبيا مع العالم الخارجي إلى العصور القديمة التي يمكن تتبع أصولها عندما قامت الملكة سبأ بزيارة للملك سليمان، ملك إسرائيل في القرن التاسع.
كما قامت اثيوبيا في عصر مملكة اكسوم بتعزيز علاقاتها التجارية والسياسية مع بلاد العرب وروما وحتي الهند والصين في ذلك الوقت.
ومع مرور الوقت شهدت مجالات الدبلوماسية الإثيوبية وعلاقاتها الدولية مع دول العالم نمواً مطرداً في مختلف المجالات.
واليوم، أقامت إثيوبيا شراكة مهمة وعلاقات دبلوماسية سلسة مع معظم دول العالم تقريبًا في مجالات واسعة مثل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والعلاقات بين الشعوب، فضلاً عن تعزيز السلام والاستقرار داخل القارة الأفريقية وخارجها.
بالاضافة الي ذلك، تعد إثيوبيا أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية السابقة – الاتحاد الأفريقي الحالي – والأمم المتحدة وأيضًا عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما ان إثيوبيا هي واحدة من الدول الأفريقية القليلة التي تم قبولها في عصبة الأمم وأصبحت عضوًا فيها في عام 1923.
علاوة على ذلك، تشتهر إثيوبيا بدورها الرئيسي في الحفاظ على السلام ليس فقط داخل منطقة أفريقيا و من خلال احترام سعي الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام أثبتت إثيوبيا مرارا وتكرارا حرصها على السلام العالمي.
وعلى سبيل المثال، في وقت مبكر من الخمسينيات، شاركت اثيوبيا في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كوريا الجنوبية والكونغو.
كما أنها واحدة من أكبر الدول المساهمة بقواتها في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها في العامين الماضيين، فإن الدبلوماسية الإثيوبية تتقدم على قدم وساق مع دول من جميع أنحاء العالم.
وخلال العام الماضي، شهدت البلاد علاقات دبلوماسية جيدة مع كافة الدول والمنظمات الدولية.
كما ان استئناف بعض برامج المساعدات المتوقفة والمعلقة التي حدثت في أعقاب الحرب في شمال البلاد، واستمرار المساعدات المالية المباشرة من الاتحاد الأوروبي من بين أمور أخرى هي أمثلة في هذا الصدد.
والأهم من ذلك كله، أن قبول إثيوبيا في مجموعة البريكس هو الخطوة المهمة الأخرى التي تصور النجاح الدبلوماسي للبلاد.
وفي الوقت الحالي، تكثف البلاد جهودها لمواصلة تعزيز علاقاتها الدبلوماسية بما يتماشى مع الحقائق العالمية الجديدة، ويتوافق مع العالم الديناميكي ويتناسب مع متطلبات اليوم في جميع المجالات.
وأثناء مخاطبتها الجلسة المشتركة لمجلسي نواب الشعب والمجلس الفدرالي سلطت الرئيسة سهل ورق زودي الضوء على خطة لرفع مستوى النجاح الوطني الذي تحقق في في المجال الدبلوماسي إلى مستوى أعلى.
وبحسب الرئيسة فإن إثيوبيا ستعمل جاهدة على الارتقاء بعلاقاتها مع دول الجوار من العلاقات السياسية إلى العلاقات الاقتصادية.
كما سيتم القيام بأعمال دبلوماسية مبدئية لحلحلة القضايا الحدودية التي لم يتم حلها مع الدول التي تشترك إثيوبيا في حدودها بطريقة تتوافق مع القانون الدولي، والحفاظ على المصلحة الوطنية وعلاقة الجوار طويلة الأمد.
وتركز العلاقات الاثيوبية الخارجية على سياسة تصفير المشاكل والتعاون مع الدول الصديقة واحتضان شركاء التنمية.
وستعمل إثيوبيا باستمرار على الحفاظ على علاقات دبلوماسية قوية مع جميع أنحاء العالم، وعلى التعاون، وحماية مصالحها الوطنية والازدهار المتبادل.