العمل معا من اجل دحر الارهاب

تواصل اثيوبيا  دعم الصومال مع دول شرق أفريقيا في جهودها الرامية إلى دحر  حركة الشباب الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة ، وتبقى مواجهة أحد أخطر التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة والذي تسبب بمقتل الآلاف، بما فيهم مواطنين في كينيا والصومال واوغندا واثيوبيا ، ومختلف أنحاء شرق أفريقيا،وليس هذا فحسب بل تعتبر اثيوبيا من اولوياتها  المشتركة مع الحكومة الصومالية  ارساء السلام في المنطقة .

وهذا ما اكده دمقي مكونن نائب رئيس الوزارء ووزير الخارجية اثناء انعقاد  الاجتماع الأول للجنة الوزارية الإثيوبية الصومالية المشتركة في العاصمة مقديشو، الصومال في الخامس والسادس  سبتمبر الجاري معربا عن تركيز العلاقات على الأمور السياسية والأمنية، وقال إن الوقت قد حان لاستكشاف المزيد من الفرص لتوسيع مجالات التعاون لصالح شعبي البلدين.

وأشاد دمقي بالرئيس حسن شيخ محمود لجهوده في مكافحة حركة الشباب الإرهابية، باعتبارها خطوة حاسمة نحو ضمان السلام والأمن المستدامين في الصومال. وأشار أيضًا إلى حقيقة أن إثيوبيا والصومال يشتركان في اللغة والثقافة والقيم التي ستكون دائمًا رابطًا أبديًا بين البلدين، مضيفاً أن “تعزيز العلاقات بين شعبينا من خلال استكشاف طرق مختلفة هو امتداد طبيعي للعلاقات بين البلدين”، مؤكداً عن التزام الحكومة الإثيوبية المستمر بتيسير وتعزيز جميع جوانب التعاون بين البلدين.

ومن جانبه، قال نائب رئيس وزراء الصومال، صلاح أحمد جامع، إن هذه اللجنة العسكرية المشتركة هي لحظة تاريخية للبلدين وتعود بالنفع على الشعبين.

وأضاف: “إننا نتطلع إلى تعزيز علاقتنا الطويلة الأمد التي ترتكز على مبدأ الاحترام المتبادل والعلاقة الأخوية بين البلدين، وعلاوة على ذلك، أعرب عن أن هذه اللجنة العسكرية المشتركة هي بمثابة منصة حاسمة لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتنا التاريخية حتى نتمكن من تعزيز العلاقات من أجل المنفعة المتبادلة بين البلدين.

يتمثَّل أحد أبرز التحديات أمام تطبيق استراتيجية والمساعدة والمشاركة في التدخل وفق متطلبات الوضع القائم، في مدى كفاءة الشركاء المحليين وإرادتهم السياسية معا .

لا شك في أن  الجيش الوطني الاثيوبي لايزال يعمل بكل جهود في دحر حركة الشباب المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة دون كلل وحققت انجازات كبيرة بمجهوده الفردي في دحر حركة الشباب ومؤخرا قال العميد غيتاشو هبتامو من مكان وقوع الحادثة “إن الجماعة الإرهابية قامت بمحاولات متكررة لإحداث الدمار ونشر الرعب في البلاد ، ولكن بفضل يقظة الجيش والشعب، تم إفشال المخطط والقبض على العناصر الإرهابية”. وكان قد ألقت قوات الدفاع الوطنية التي تتولى حراسة حدود البلاد في شرق وجنوب البلاد، القبض على عناصر حركة الشباب الإرهابية من مدينة لوق إلى دولو أدو ، جاء في «منشور» لقوات الدفاع الإثيوبية على فيس بوك “أن المجموعة الإرهابية خططت لتنفيذ هجوم على بلدة دولو أدو، باستخدام عبوات تحتوي على مواد كيميائية و3 آلاف طلقة نارية، لكن الجيش الإثيوبي والقوات الإقليمية نجحت في القبض على العناصر ومصادرة الأسلحة”.

 بالرغم من الدور الحيوي الذي يضطلع به الجيش الاثيوبي بالتعاون مع الجيش الوطني الصومالي والاتحاد الافريقي في تحقيق الاستقرار على المدى القريب والبعيد. وفي إطار تفعيل استراتيجية التدخل لدعم الصومال  وفق متطلبات الوضع القائم، يتعيّن على الامم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية بصفة خاصة والدول الافريقية معا بتقديم تدريب القوات الصومالية وتزويدها بالمشورة والدعم ومشاركتها أحيانًا مشاركة ميدانية، كما عليها المساهمة في تطوير قدرات وزارتي الدفاع والداخلية في الصومال. وبما أن العشائر والجهات غير الحكومية الفاعلة الاخرى تشكل اليوم جزءًا لا يتجزأ من عملية استتباب السلام والامن في الصومال يجب دعمها كذلك بالتعاون مع الجهود الدولية من اجل استقرار الصومال وتجفيف منابع حركة الشباب بالتعاون والعمل معا .

ومما لا شك فيه ان مساهمة إثيوبيا وتضحياتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب وصون السلام والأمن في منطقة القرن الأفريقي. والتضحية الكبيرة التي تبذلها البلاد في إطار عمليات السلام في الصومال ضد جماعة الشباب الإرهابية ، والتي مكنت من إجراء انتخابات ناجحة في الصومال اشادت بها دول العالم قاطبة .

فعلى المستوى الإقليمي تظل إثيوبيا شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تجاه أهداف محاربة الإرهاب، فضلاً عن دورها الرئيس الذي تلعبه في قوات حفظ السلام الدولية وبعثات الاتحاد الأفريقي لعدد من الدول الأفريقية كالصومال وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبالرغم من التقدّم المُحرَز في محاربة الارهاب المتمثل في حرك الشباب الصومالية  ، لا يزال الوضع هشًّا في الصومال. ويُعزى السبب إلى تقاعس التحالف الدولي لمكافحة الارهاب المتمثل في الدول الغربية والعربية والافريقية  عن تخصيص الموارد الكافية والاهتمام الضروري لمعالجة التحديات السياسية واالقتصادية والادارية في الصومال في خضم الصراع. حان الوقت إذًا لاعادة  التفكير في كيفية استدراك الوضع الراهن قبل إضاعة تلك الفرصة العابرة المتوفرة اليوم.

وبالنظر إلى التهديد المتزايد للإرهاب في جميع أنحاء القارة، يجب  زيادة التنسيق بين الشركاء الدوليين والحكومات والآليات الإقليمية داخل هيكل السلم  والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وليس هذا فحسب بل  زيادة دعم التنمية للبلدان الأفريقية.

اذا علينا العمل معا من اجل دحر الارهاب في الصومال ومنطقة القرن الافريقي ككل معا  !

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *