الشيخ سلطان: علينا توطيد وتعزيز العلاقة بيننا!

*الإسلام هو السلام وله مغزى للسلام والأمن والإستقرار

عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) يقول العلماء حول حكمة الاحتفال بالمولد النبوي: إن هناك لونا من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعا ًللمسلمين. على الرغم من أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن موجودا على عهد الصحابة والتابعين، وبالتالي، فهو بدعة. وكان الصحابة رضي الله عنهم يعيشون مع الرسول صلى الله عليه وسلم. حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، ولم يغب عن وعيهم. وأن جميع الأعمال والأفعال والغزوات وشمائل الأخلاق المحمدية عاشوها معهم بالفعل أيضا.

ومن بين العلماء الأجلاء الذين قالوا عن حكمة الإحتفال، العالم العلامة الشيخ الدكتور القرضاوي حيث قال: ” أنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكر الناس برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) .. سورة الأحزاب. وجاء هذا، بمناسبة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف لعام 1444 هجري.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة مع الشيخ سلطان أمان، رئيس المجلس العالي للشئون الإسلامية بمدينة أديس أبابا حاضرة البلاد، حول حكمة الإحتفال، وشرعيته، وفوائد المحتفلين منه؟  وكيف يتم الإحتفال للمحتفلين به؟ والدور يلعب الإحتفال بالمولد النبوي الشريف في التنوع، والسلام، والتضامن، وغيرها من الأسئلة…؟

وقال الشيخ سلطان أمان ردا على أسئلة حكمة الإحتفال: إن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف له وجهتين: أن جميع علماء المسلمين والدعاة يتفقون على أنه بدعة، لماذا؟ لان الإحتفال بالمولد لم يأت الإحتفال به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أمر به، ولا الصحابة أيضا. وجاء الإحتفال به بعد ثلاثة قرون بل أحدثه الفاطميون إعتقادا منهم أنه بدعة حسنة، لأنه لم يحتفل به النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، ولم ينهى عنه، لأن فيه ذكرى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوصافه الجميلة، وتذكيرا للامة بمولده الشريف. حيث يجري هناك إجتماع وصلاوات، ودعاء، وذكر، وأناشيد، ومدائح نبوية شريفة، وصدقة بإطعام الناس وفرح وسرور…، ويتم ذلك في يوم 12 من شهر ربيع الأول، وهو يوم ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفي فيه أيضا.

 وأما الآخرون من السلفية يقولون: بان الإحتفال بالمولد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وليس هناك بدعة سيئة، وبدعة حسنة. لوكان الإحتفال بالمولد سنة حسنة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، أو فعله الرسول صلى الله عليه وسلم او التابعون… أما الصدقة والصلاوات والفرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقيد بوقت، لأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة في جميع الاوقات على كل مسلم ومسلمة، كما جاء في الحديث ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من …” الحديث. وكذلك، ذكر أوصافه وشمائل أخلاقه يستحب في جميع الأوقات، وكذلك الصدقة، وصلاة الجماعة نفس الشيئ، فليس هناك فضل للإحتفال به.    

وحول،هل هناك فوائد للإحتفال بالمولد؟ أو أضرار بعدم الإحتفال كنسيان الناس بسيرة وشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله بطول الزمن؟ قال الشيخ سلطان: إنه بالنسبة لمن يحبذون الإحتفال بالمولد من قبل الصوفية يقولون، له فوائد كثيرة بإجتماع المسلمين ولقائات وإجتماعات وتعاون وذكر على الفرح والسرور، وصلاة الجماعة، وإطعام الفقراء والمساكين، وتجديد المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، والألفة والتقارب والتعاون في الحسنة. وفعلا أن هذه حسنة ومحبوبة ومطلوبة في هذه الأشياء. وأما بالنسبة للأضرار التي يعدها السلفيون، هي تخصيص مثل هذه الأعمال في وقت أو زمن معينين هذا لا ينبغي أولا. وثانيا، إيجاد بدعة لم يعمل بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعون هي أضرار أيضا على الإسلام والمسلمين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم” من أحدث في أمرنا هذا فهو رد عليه” أو كما قال. وهذه بالنسبة لقول السلفية.

وفيما يتعلق حول كيفية الإحتفال، وبماذا ينبغي الإحتفال به؟ قال الشيخ سلطان: أما بالنسبة للسلفيين فإنهم لا يحتفلون به. وأما الذين يقولون أنه بدعة حسنة ويحتفلون به أن يكون الإحتفال مطابقا لما شرعه الله سبحانه وتعالى ولا يخالفه، ولا يكون هناك إختلاط بين الرجال والنساء، وأن لايكون هناك تمييز بين الأغنياء والفقراء، وأن يكون الناس سواسيا، وألا يبالغوا في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، كما بالغت النصارى واليهود بعيسى بن مريم عليه السلام بقولهم: بأنه إبن الله… وأن لا يضيعوا أوقات العبادة بصلاة الجماعة. حيث يكون بعض الناس ينشغلون بتخزين القات عن عبادة الله وتفويت أوقات الصلاة. وأن لا يكون هناك تبزير في المأكولات والمشروبات… وأن يكون الإحتفال على حدود الشرع.

وحول الدول الذي يلعب الإحتفال بالمولد الشريف في التنوع والسلام والتضامن؟ قال الشيخ سلطان: إذا كان هذا الإجتماع إجتماعا مطابقا للشرع ينبغي أن يكون بآداب وسلوك إسلامية. لان اسم الإسلام هو السلام، ومن ذلك، قول الله سبحانه وتعلى” اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام” له مغزى للسلام والأمن والإستقرار، لأن هذا الإجتماع هو إجتماع على محبة وسرور وفرح. فينبغي أن يكون بين المسلمين أن تسود فيه المحبة والإحترام والتعاون والتعاضد والتكاتف فيما بينهم، هذا، أولا. ومن ثم أن يكون بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى الإحترام المتبادل والتعاون والتكاتف في قضايا الأمة والبلاد، وفي إستتباب الأمن والسلام، وهذا هو الذي يتطلب من المحتفلين بالمولد النبوي الشريف.

وفي زمننا بعد الناس عن أمور دينهم وعن الكتاب والسنة، وعن قراءة القرآن، وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعوا محدثات الأمور والتكنولوجيا ووسائل الإجتماعية المختلفة، ولذلك، هناك من يقول من العلماء، أن الإحتفال بالمولد فيه ذكرى وتجديد لمحبته، وتذكير لما نسي. فإنه كلما بعد العهد والوقت الناس ينسون الأخلاق الحميدة. ولذلك، فإن الإحتفال بالمولد وإن كان بدعة، فإنه بدعة حسنة، يذكر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فضائلة وشمائل أخلاقه لأولادنا وشبابنا، ومن هذه الناحية، فإنه مستحسن ومستحب، وهذا رأي بعض العلماء. 

وفي رسالته الأخيرة، قال الشيخ سلطان: إن الإختلاف وارد منذ قديم الزمن، ولكن علينا أن يحترم كل واحد منا الآخر، وأن يحترم كل احد إعتقادات وأعمال الآخرين. ولا ينبغي ان يكون هذا الإحتفال سببا للفرقة وموقع خلاف وتنافر بيننا. بل علينا أن تعزز ونوطد علاقتنا لان الله سبحانه وتعالى، يأمرنا بأن نعتصم بحبل الله المتين.( واعتصموا بحبل الله المتين ولا تفرقوا). فلذلك، أن نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا ونحافظ على سلامة بلادنا ونحيي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، وأن تمسك بالكتاب والسنة …

ونحن في هذا الوقت الذي تمر فيه بلادنا من المشاكل والتحديات العصيبة. فلذلك، علينا أن نحافظ على سلامة وأمن البلد والإستقرار. وينبغي أن يستتب الإستقرار، لأنه بدون إستقرار واستتباب الأمن والسلام لا عبادة ولا الإحتفال بالمولد.. ولذلك أوصي لجميع المسلمين أن يتمسكوا بالكتاب والسنة، وأن يحترموا بعضهم البعض وألا يتفرقوا، وأن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم، وأن يحافظوا على دينهم وأمتهم وبلادهم، وأن يستمروا على الإستثمار والتنمية والإزدهار، والسلام والامن الوطني، والوقوف إلى جانب الحكومة لأن الحكومة أعطت كثيرا من المتطلبات التي يحتاج إليها المسلمون. ولذلك نشكر حكومة رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد على ما استجاب لطلباتنا ودعواتنا.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *