انتعاش قطاع السياحة في البلاد

كسب أكثر من ثلاث مليار دولار من الزوار الأجانب

عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) قالت وزيرة السياحة الإثيوبية ناسيس شالي إن الخطوط الجوية الإثيوبية تساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية في البلاد.ومنحت الخطوط الجوية الإثيوبية جائزة لوكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحية الذين قدموا مساهمات بارزة في تطوير السياحة في البلاد .

وخلال هذه المناسبة ، قالت وزيرة السياحة ناسيس شالي إن الخطوط الجوية الإثيوبية تلعب دورًا محوريًا في تطوير السياحة والاقتصاد في إثيوبيا.و إن السياحة كدولة هي أحد القطاعات الخمسة الواعدة للنمو الاقتصادي للبلاد ، مضيفة أنه من المهم تعزيز الإمكانات السياحية الهائلة لتوليد الإيرادات والاستفادة من هذا القطاع.

وأنه تم تكثيف العديد من الجهود لتطوير قطاع السياحة في جميع أنحاء البلاد ، وقالت إنه يتعين على الخطوط الجوية الإثيوبية تعزيز الدور النشط الذي تلعبه في الترويج للوجهات السياحية في البلاد.

وشددت على أنه يجب على وكالات السفر ومنظمي الرحلات تكثيف الجهود لتطوير مجال السياحة لزيارة إثيوبيا بهدف الاستفادة بشكل مناسب من فوائد هذا القطاع.

وكانت قد   أعلنت وزارة السياحة في السنة المالية 2015 ،  أن  البلاد كسبت من الزوار الأجانب أكثر من ثلاثة مليارات دولار. حيث  زار أكثر من 900 ألف أجنبي للبلاد في السنة المالية.

 وأبلغ  وزير الدولة للسياحة السيد سيلشي جرما مؤسسة الصحافة الإثيوبية ، بأنه كانت هناك مشاركة القطاع الخاص في البنية التحتية للوجهة السياحية، وجودة الخدمات،  وروابط التجارة الدولية أفضل في هذه السنة المالية.

 وكان قد زار أكثر من 900 ألف أجنبي للبلاد خلال هذا العام. وتم الحصول على عائدات تزيد عن ثلاثة مليارات دولار.

ووفقا لوزير الدولة، فإنه على الصعيد الوطني  وبعد اتفاق السلام بريتوريا بجنوب إفريقيا في السنة المالية 2015 ، تم تنفيذ العديد من المشاريع السياحية،  ومن الممكن بناء مراكز معلومات سياحية جديدة في تطوير المقصد السياحي.

وتم الاضطلاع بأنشطة إضافة القيمة في تطوير مناطق الجذب السياحي من خلال التسويق والإعلان  والعمل معًا من خلال إقامة علاقات مع مؤسسات مشهورة عالميًا في هذا المجال.

 وأعلن وزير الدولة أنه من خلال التنسيق وإشراك القطاع الخاص، وخاصة منظمي الرحلات السياحية ، فقد تم بذل الجهود لفتح الفنادق والوجهات السياحية التي تم إغلاقها لأسباب مختلفة، خاصة خلال فترة كوفيد19 ، والحرب، حيث تم إلغاء الرحلات الجوية ، والإبلاغ عن الفنادق،  ومقدمي الخدمات السياحية.

كما تم منع الحركة الدولية للناس، وخلال الحرب، وكان من الصعب زيارة وسائل الإعلام الأجنبية وحركة الأشخاص الذين ينتقلون بحرية من مكان إلى آخر.

 وذكر الوزير أن أكثر من 20 مليون مواطن محلي قاموا بأنشطة سياحية خلال العام المالي، حيث أنه الوقت الذي بدأت فيه الأحداث التي توقفت لأسباب معينة ، من بينها الاجتماعات والاحتفالات.

وأشار الوزير إلى أنه تم تسجيل أداء سياحي أفضل في عام 2015.  وقال: إن السفارات في مختلف البلدان قامت بعمل مكثف بشأن استعداد البلاد لاستقبال السياح من خلال الترويج لمناطق الجذب السياحي في إثيوبيا.

 وقال الوزير: إن مزودي الخدمات السياحية الذين تم إغلاقهم في وقت سابق قدتم تشغيلهم في أسرع وقت ممكن.

 يقع إقليم عفار ممتدا على مساحة نحو 27 ألف كيلومتر مربع، متخذا موقعا إستراتيجيا متاخما لدولتي إريتريا وجيبوتي.

وخلال الحرب الأخيرة التي انتهت باتفاق سلام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واجه الإقليم تحديات كبيرة أدت إلى توقف السياحة التي تعد أحد أهم مصادر الدخل، ورغم أنه كان من بين مناطق الصراع خلال الحرب، فإنه شهد انتعاشا في السياحة بعد توقفها.

وذكر تقرير لمكتب الثقافة والسياحة بالإقليم أن السياحة الجيولوجية هناك سجلت انتعاشا في الأشهر الماضية، حيث زار المنطقة نحو 100 ألف سائح محلي وأجنبي، وكانت أكثر الوجهات زيارة بركان دالول المخروطي الرمادي، وجبل الدخان أو “عِرتْ علي”، وبحيرة أفريرا، والينابيع الكبريتية.

ويزخر إقليم عفار وحاضرته مدينة سمرة بموارد معدنية كالملح والذهب والبوتاسيوم، وأماكن نادرة ومناطق سياحية فاتنة، فعلى بعد كيلومترات من بركان “عِرتْ علي” أو “مملكة الجن” -كما يعرف محليا- تمتد صحراء الملح، والجبل الملحي الأحمر، وهي صحراء تنتج كل الملح المستخدم في إثيوبيا، مع ثرائها بالماء والأنهار والبحيرات الغازية.

واستعرض رئيس مكتب الثقافة والسياحة بالإقليم أحمد عبد القادر للجزيرة نت إمكانات المنطقة في مجال السياحة، وقال إن الإقليم يتمتع بمناطق الجذب السياحي من المعالم الطبيعية والمواقع السياحية والتاريخية والحفريات التي تم العثور عليها.

وأضاف أن منطقة عفار مهد البشرية “لوسي”، وتزخر بالعديد من الأصول الطبيعية والأنثروبولوجية، موضحا أن مكتبه أعد خرائط سياحية جديدة ومخزونا وموردا سياحيا موجودا في جميع أنحاء المواقع السياحية بالمنطقة.

و”لوسي” هو الاسم الشائع لهيكل عظمي يعود لأنثى من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، عاشت وماتت قبل 3.2 ملايين سنة، عثر عليها عام 1974 في إقليم عفار الإثيوبي، وتعد “لوسي” أبرز مقتنيات المتحف الوطني الإثيوبي.

ويرى المسؤول المحلي أن عيوب قطاع السياحة بالإقليم تتمثل في ضعف النشاط الترويجي، والافتقار إلى المعلومات المنظمة عن المناطق السياحية. وقال إن “مكتب السياحة وضع في خطته الإستراتيجية أنشطة بناء الصورة المختلفة، والترويج لمختلف مناطق الجذب السياحي من خلال وسائل الترويج والمشاركة في المعارض التجارية الوطنية والدولية، وإنتاج وتوزيع المواد الترويجية، بجانب تطوير مواقع إنترنت حديثة وفعالة”.

ويعد إقليم عفار الإثيوبي -الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن الكونفدرالية الإثيوبية- جزءا من الوادي المتصدع العظيم، في حين يتكون الجزء الجنوبي للإقليم -الذي يعرف أيضا باسم منخفض عفار- من وادي نهر أواش، الذي يصب في سلسلة من البحيرات على طول الحدود بين إثيوبيا وجيبوتي.

أما الخبير في تسويق وترويج السياحة بالإقليم عبده أحمد فيرى أن السياحة بإقليم عفار شهدت تطورا ملحوظا خلال العام الجاري مؤكدا أن السياحة شهدت انتعاشا كبيرا، خاصة السياح الأجانب مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضح أحمد للجزيرة نت أن السياحة في الإقليم واجهت خلال السنوات الماضية ركودا كبيرا خاصة في عامي الحرب بين الحكومة وجبهة تيغراي، وأضاف أن الأشهر التسعة الماضية شهد الإقليم زيارة أكثر من ألف سائح أجنبي وآلاف السياح المحليين بعد ركود.

وأضاف أنه من خلال الوقوف على التقرير الذي أعده مكتب الثقافة والسياحة بالإقليم نلحظ تقدما واضحا في السياحة الأجنبية للإقليم، مشيرا إلى أن الزائر يمكث من 4 إلى 5 أيام، ويصرف في المتوسط 50 دولارا.

وأشار أحمد إلى ثقافة قومية العفر التي تقطن الإقليم الذي يعرف باسمها، وقال إنها تتمتع بتاريخ عريق ولها لغتها الخاصة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تميزها عن بقية القوميات الإثيوبية، وأضاف أن العفر قومية تعتز وتتفاخر بالإبل كما هي حال المتواجدين في كل من إريتريا وجيبوتي.

والعفر من القوميات المتداخلة في 3 دول تعرف بمثلث العفر في إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا، لكن العدد الأكبر من هذه القومية يوجد في إثيوبيا، وتقدر بعض الإحصاءات غير الرسمية تعدادهم بنحو 5 ملايين نسمة، حيث يشكلون نحو 50% من إجمالي تعداد جيبوتي، ونحو 10% من سكان إريتريا، ونحو 4% من سكان إثيوبيا.

وقال مدير الاتصالات والعلاقات العامة في وزارة السياحة، ألمايو غيتاشو،تم العمل على زيادة الإيرادات من قطاع السياحة، خلال السنة المالية الإثيوبية المنتهية.

وأضاف ألمايو، تم بذل جهود متضافرة لتعزيز كسب النقد الأجنبي وخلق فرص العمل من خلال قطاع السياحة ، مشيدًا بالأنشطة التي تم تنفيذها لتعزيز مواقع الجذب وتوسيع البنى التحتية في الوجهات السياحية.

وأعلن ألمايو، أن قطاع السياحة حققت 3.63 مليار دولار أمريكي خلال السنة المالية الماضية، وتعهد بتعزيز الجهود لجذب المزيد من الزوار الأجانب.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *