خبراء يؤكدان أن بيان جامعة الدول العربية منحاز للجانب المصري

اديس ابابا-العلم- قال خبراء إثيوبيون إن بيان جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة غير مقبول، معتبرين بأنه منحاز لمصر دون مراعاة للحقائق، واصفين البيان بالـ”مختطف” من قبل الإدعاءات المضللة المصرية.

قال الباحث في شؤون سد النهضة وسياسات الشرق الأوسط آدم كامل، كلما اقتربت عمليات ملء سد النهضة يبدأ إصدار مثل هذه البيانات التي لا تنظر في الحقائق على أرض الواقع واصفا إياها بـ”الضجيج الدارج”.

من جهتها أوضحت باحثة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، سنسا دمسو، أن البيان الحالي لجامعة الدول العربية هو نتيجة طريقة دبلوماسية لمحاولة تحويل أكاذيب مصر إلى حقيقة.

وأشار العلماء إلى أن بيان جامعة الدول العربية لم يتبع الحقيقة، ولم يحترم المصلحة الوطنية لإثيوبيا وكان منحازًا.

وقال الخبراء في حديثهم لمؤسسة فانا الإعلامية ، على الرغم من أن إثيوبيا لديها الحق باستخدام مواردها الطبيعية ، إلا أنه ينبغي إيصال صوتها لبقية العالم من خلال الأعمال الدبلوماسية.

وشدد الخبراء على ضرورة اتباع الأساليب الدبلوماسية التي تشرح الواقع باستخدام لغات أخرى بما في ذلك العربية، لتطوير الدبلوماسية العامة ، ولتجاوز من قبول إلى وضع جدول الأعمال.

قال الباحث في السياسة المائية والمفاوض الدولي لسد النيل البروفيسور يعقوب أرسانو ، أن مصر تستخدم قيادتها لجامعة الدول العربية لتحقيق مطالبها غير العادلة في سد اباي.

كما ذكر أن رد وزارة الخارجية على بيان جامعة الدول العربية سيسمح للمجتمع الدولي بفهم الواقع.

وفي مقابلة مع مؤسسة الصحافة الاثيوبية قال البروفيسور يعقوب أرسانو ان مصر تستخدم  جامعة الدول العربية  كأداة لتحقيق رغباتها.

واضاف ان مصر تعمل من اجل منع  اثيوبيا من استكمال السد من خلال تعطيل تعبئة المياه التي تتم كل عام.

قال البروفيسور يعقوب أرسانو إنه لا يوجد خيار آخر سوى المفاوضات التي تقودها إفريقيا للتوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة بشأن قضايا سد أباي.

صرح المفاوض الوطني في سد أباي والباحث في شؤون المياه البروفيسور يعقوب أرسانو   أنه يتعين على مصر مواصلة المشاركة في المفاوضات التي تقودها إفريقيا بشأن سد أباي وتقديم حل تفاوضي ودي لهذه المسألة.

وأشار البروفيسور يعقوب إلى أنها ليست المحاولة الأولى بل هي محاولات متكررة من مصر لأنها لا تستطيع تحقيق احتياجاتها الظالمة في ظل المنتدى الأفريقي حيث توجد عدالة حقيقية ، مشيرًا إلى أن تحرك مصر لتصبح المالك الوحيد للنهر هو خطوة قديمة وطويلة.

وقال إن هذا هو استمرار لممارستها لاستخدام المياه بشكل حصري وليس لديها أي أساس منطقي لتكون المالك الوحيد لأن قضية الحوض هي قضية الجميع.

وقال المفاوض إن إثيوبيا لديها موقف قوي ورغبة في استخدام موارد مائية عادلة من خلال الفهم الكامل لاحتياجات دول الحوض بما في ذلك مصر.

واضاف إن بيان الجامعة العربية المتداول في مصر هو محاولة من مصر لاستخدام قيادتها للجامعة  لتحقيق احتياجاتها غير العادلة.

واكد ارسانو انه طوال عملية  المفاوضات عملت إثيوبيا على تلبية مخاوف مصر والسودان وان  إثيوبيا تعمل وستواصل العمل  على احترام مبدأ الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل.

قال الصحفي والمحلل الأوغندي كونغو المهدي آدم، إن تدخل دول جامعة الدول العربية في قضية سد النهضة والمشاريع التنموية في أفريقيا أمرغير مقبول.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة “Plus News” بشان البيان الذي أصدرته قمة جدة العربية الأخيرة بشأن سد النهضة.

وأوضح الصحفي كونغو، أن اباي  هو جسم مائي أفريقي بحت ، موجود بالكامل في إفريقيا وأي قضايا تنشأ حوله يجب أن يعالجها الأفارقة تحت شعار الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية.

وقال الصحفي، أن مصر تعمل على إحباط جميع المحادثات التي تُعقد تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وتركزبشكل كبير على تدويل القضية وجعله تهديدا أمنيا.

وأشار إلى أنه من الخطأ أن تقوض مصر دور الاتحاد الأفريقي وجهوده لحل هذه المسألة وديًا من خلال دعوة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة دائمًا للتدخل.

كما أنه من الخطأ الفادح أن تعتقد جامعة الدول العربية أنها تستطيع تحديد اتجاه التنمية الذي يريده الأفارقة لبلداننا، مضيفا أن الاتحاد الأفريقي لم يتدخل قط في السعودية أو سوريا أو أي من القضايا العربية.

وشدد على أن تدخل الدول العربية ينتهك السيادة الأفارقة، ويجب على الاتحاد الأفريقي أن ينهض لرفض مثل هذه التدخلات من قبل العالم العربي.

وقال الصحفي، أن إثيوبيا ليست عضوا في جامعة الدول العربية، متسائلا كيف تجلس إذن في جدة لإعطاء الأوامر والتوجيهات لدول ليست طرفًا في الجامعة؟.

ورد كونغو على مزاعم القاهرة بأن السد يشكل تهديدًا لأمن مصر، بقوله،”لا يشكل سد النهضة تهديدا للمياه التي تذهب الي مصر لأنه سد لتوليد الطاقة الكهرومائية ولا يأخذ المياه من نظام النهر، يمكّن سد النهضة بشكل أساسي وظيفة التنظيم بحيث يكون توليد الكهرباء من البنية التحتية موحدًا على مدار العام”.

“وهذا يعني أنه باعتباره سدًا لتوليد الطاقة الكهرومائية ، فإن السد لا يستهلك المياه ولكن بدلاً من ذلك يستمر الماء في التدفق في اتجاه مجرى النهر دون انقطاع. ولإثبات ذلك ، تم الانتهاء بنجاح من المرحلة الثالثة من ملء خزان السد ، ويتحرك المشروع كما هو مقرر ، ومع ذلك تظل المياه كافية في نظام النهر”.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *