عمر حاجي
إن المغتربين الإثيوبيين والأشخاص المنحدرين من ذوي أصول إثيوبية موجودون في أجزاء كثيرة من العالم، وأن الثروة التي يكتسبونها في كل مكان تلعب دورًا كبيرا لا غنى عنه في توسيع نطاق الإستثمار، وخلق فرص العمل للمواطنين على نطاق واسع في بلادهم. كما يلعبون دورًا مهمًا في توفير عائدات النقد الأجنبي للبلاد.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة “العلم” مقابلة مع المغتربين الإثيوبيين الذين جاؤوا إلى البلاد للإحتفال بعيد الغطاس مع أسرهم، ومن بينهم: السيد دانئيل دوني التقني أو الفني السابق في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية من إقليم جامبيلا، وقد اشتغل أكثر من عشر سنة حسب قوله.
وقال السيد دانئيل: حول سبب المجيئ إلى البلاد: وهو يعيش الآن في منيسوتا – مينيا بوليسي، – بأمريكا- : إنه كان لدينا إجتماع مع الوزراء الذين جاؤوا من قطاع الزراعة، والنقل، والمجمع الصناعي. وبعد إعطاء المعلومات قدموا لنا الدعوة للمجيئ إلى البلاد للإطلاع على فرص الأعمال، والإستثمار في البلاد. وكان لدي أعمال خاصة أقوم به في مجال الإستثمار هناك. وكنت صاحب هذه المهنة، ولدى خبرة في هذا. وقال: “أنا سعيد عندما رأيت هذه المصنع”.
وقال السيد دانئيل: إنه كان لدي رغبة كبيرة في الإستثمار، ولدي عمل أقوم به أيضا مع أخي في البلاد”، مثل، تربية الدواجن، والمواشي، وقد بدأت في الوقت القريب في مجال الزراعة بتكوين الشراكة مع الآخرين. وهناك أيضا أشياء تحتاج إلى تجهيز الاماكن في قطاع الصحة. وقد إستلمت هذا المكان بعد ثلاث سنوات مضت بسبب المراجعات المتكررة بكثرة البروقروطية. وجئت بأدوات التدليك والمساج وغيرها. ولهذا، هناك أمور كثيرة تحتاج إلى الإصلاح من قبل الحكومة. ونحن عندما نأتي إلى البلاد نجد صعوبة في الإجابة على عديد من الأسئلة.
وأشار السيد دانئيل إلى أنه لاتوجد شركة واحدة في إقليم جامبيلا منذ نظام الدرج العسكري إلى نظام الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية. على الرغم من أن هذا الإقليم واسع وملائم للإستثمار فيه. وبه المعادن، وتنمية صيد الأسماك، والزراعة، ومناطق صناعة الأقمشة والملابس، ومع هذا لا يوجد أي مجمع صناعي. ولهذا، على الحكومة إعائدة النظر والتفكير في هذا في المستقبل.
وقال السيد دانئيل: إنه خلال فترة 27 سنة الماضية في نظام الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية قد وزعت الأراضي باسم المستثمرين في جامبيلا وأكلت بدون جدوى وبدون بناء أي مصنع فيها، ولم يستفد المواطنين من تلك الأراضي، لأنها حجزت من قبل البنك الدولي.
فيما يتعلق بالإصلاحات والتحسينات التي شاهدها في البلاد قال: إن هناك إصلاحات حسنة، كما يمكن القيام من الأعمال المختلفة لولا الدخول في الحرب، وإثارة بعضهم البعض، وتعالي بعض القومية على الأخرى، وفرض أفكارها على الثاني.
وبعض إنتصار الحكومة على تلك الحرب لكل واحد منا نصيب ومسئولية منوطة بنا أداؤها. ولذ، على الحكومة إصلاح وتنظيف المسئولين من المستوى المتوسط إلى المستوى الأدنى، بحيث هناك رشاوى وبروقراطية متفشية بصورة واسعة وتربوا في ظلهما، وتعلم بعضهم عن الآخر. وإذا لم تصلح هذه العوائق لن تحل المشكلة، ولا يمكن تحقيق الإستثمار المنشود.
وذكر أنه كان في إقليم جامبيلا بعض الإستثمار نسبيا، وأنا إستوردت بعض السيارات إلى البلاد، ولدى رغبة كبيرة في الإستثمار، وعندما آتي سنويا إلى البلاد آتي بأشياء، وقد جئت بالوقت الراهن بآلة الخياطة، وآلة البحث عن أماكن وجود المعادن وآلات الحراثة. ونحن نساهم لجعل بلادنا في المستقبل أماكن توسع الإستثمار، لأن المستثمرين المعرفين في بلادنا في الوقت الراهن هم: الهند، والولايات المتحدة الأميريكية، والصين. ولهذا، يجب أن يكون المستثمرون أصحاب البلاد. ويمكن تحقيق هذا عبر التكاتف. كما يمكننا التغلب على الفقر إذا عملنا معًا.
وقال السيد دانئيل: إذا قضت الحكومة على الرشوى، والفساد الإداري، وأزالت البروقوراطية في البلاد يستطيع المغتربون أن يساهموا في الإستثمار، وخلق فرص العمل لملايين المواطنين. إضافة إلى ذلك، فإنه ينتظر من جميع أفراد المجتمع خلق فرص العمل بحسب خبرتي، وليس ترك جميع الأمور للحكومة فقط. وذلك من أجل تحسين ظروف العمل والمعيشة للمواطنين، وبالتالي تحسين تنمية البلاد. وهناك أمور تحتاج أيضا إلى إعطاء التدريبات.
ولهذا، يرى مجتمع المغتربين بأنه يجب إتخاذ العديد من خطوات الإصلاح. وبذلك سيقدم مجتمع المغتربين مساهمة إقتصادية كبيرة للبلاد. لأن لدى المغتربين إهتمام كبير للاستثمار في بلادهم. لكن هناك قضايا تحتاج إلى المعالجة والإصلاح من جذورها ومتابعة الحكومة بصورة موثقة من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى للقيادة، لان التنظيف يبدأ من البيت.
ومن جانبه قال بحر وزير، وهو أحد المغتربين الذي يعيش في أميريكا، وجاء مع زوجته للإطلاع على فرص الإستثمار، ومجال العمل، وعلق على سؤال تم طرحه عليه عن سبب عدم الإستثمار إلى الآن ” نحن بحاجة إلى نظام موحد. وإن المشكلة تكمن في البنية السياسية الداخلية، وتكون عملية الإستثمار صعبة إذا لم تتم معالجتها.
وقد أكد بحر على أن البيروقراطية صعبة بشكل خاص. وليس هذا فحسب، بل إن الفساد والرشاوي آخذان في الازدياد. وأن معظم الناس من المغتربين يريدون الإستثمار والعمل في البلاد. ونحن نقدم الدعم للبلاد، خصوصا في مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، وفي تقديم المساعدة في مناطق الجفاف.
وقال بحر: إن تنمية العلاقات القوية بين المغتربين والبلاد، وتسهيل الإجراءات لتمكين المغتربين للإنخراط في أعمال الإستثمار ستكون فرصة أفضل لتحقيق رؤية إقتصاد بلدنا المستقبلي. حيث إن المغتربين يلعبون دورًا رئيسيًا على تقديم مساهمة كبيرة في التنمية الاقتصادية، وإعادة تأهيل النازحين والمشردين إلى أماكنهم.
ولفت النظر إلى أنه من أجل تحقيق ذلك، فمن الضروري العمل بالتعاون مع السفارات والغرف التجارية، وكذلك الجهات التي لها المصلحة في البلدان التي يتواجد فيها المغتربون بشكل كبير.