من علماء الحبشة  الشيخ مهدي  من جنوب أثيوبيا

 تقرير سفيان محي الدين سرور 

أن فضل العلم  والعلماء سمات  متميزة ومكانة  عظيمة  وفريدة  لدى الله ولدى  الإنسان  ،ووصف الله تعالى  بقوله تعالي ( وهل يستوى الذين  يعلمون والذين  لايعلمون )،وكما قال سيد نا علي بن أبي طالب  عم رسول الله  صلى الله عليه وسلم: “العلم خير من المال؛ العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد “. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: “أُغدُ عالماً أو متعلماً، ولا تغدوا بين ذلك” أو قال “كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك .

ومنطقة  “سلطي” تقع على بعد أكثر من 100 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتعد واحدة من 4 مناطق لها إدارة خاصة بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وتقطنها إحدى قوميات إثيوبيا تحمل اسم المنطقة “سلطي” ذات الأغلبية المسلمة.

وفقًا لمكتب الإتصال في إدارة مدينة أديس أبابا ، تم إعداد بناء مركز ثقافي يعكس ثقافة العمل وهوية المجتمع في أديس أبابا من قبل إدارة المدينة.

و”سلطي” هي إحدى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا،  في منطقة أطلقت عليها مؤخرا محافظة سلطي.        

وتشتهر قومية سلطي بالتجارة في أغلب مناطق البلاد، إلى جانب العمل بالزراعة التي تعد من أبرز مناشط إقليم جنوب إثيوبيا.

ويتميز شعب سلطي برقصاته، وأغانيه، وزيه التقليدي، ويعرف رجالها بالكوفية المصنوعة من القماش القطني مطرزة بالألوان البرتقالي والأبيض والرمادي، كما أن النساء يرتدين فساتين وخمار بذات الألوان كشعار تعرف به القومية في زيها الشعبي.

وحول فضل علماء منطقة سلطي  أجرى مندوب صحيفة -العلم – مع أحد علماء الحبشة  الشيخ  مهدي بن سعيد السلطوي  الذي خدم الإسلام والمسلمين وجاء الحوار كالتالي :

العلم :  أرجو من سماحتكم  نبذة عن السيرة الذاتية ؟

قال الشيخ  مهدي بن سعيد إنني ولدت في إقليم جنوب شعوب أثيوبيا في منطقة سلطي مركزمتو عام 1960 بالتقويم الأثيوبي  وبعد بلوغ  عمري  عشر سنوات أخذني والدي إلى زاوية  القرآن  لدى الشيخ حمزة  وختمت القرآن عنده خلال سنة واحدة وبعد ذلك إنتقلت إلى الشيخ  نور وهو عالم فقيه لأحكام التجويد  وتعلمت منه أحكام التجويد مع مخارج القرآن وصفاته ،ومن طبيعة  طلاب العلم في الحبشة  بعد إكتمال فن تعلم  العلم ينتقلون منه إلى شيخ آخر ومن هنا قررت الذهاب إلى مدينة أداما ودرست  لدى الشيخ  محمد وهو  أيضا العالم  الفقيه وهومتميز  بمعرفة فن الفقه  بدءا من سفينة  الصلاة  ،وكتاب الشجاع  وبافضل ، وعمدة السالك والمسالك  وحتي إلى  منهاج وهذا كله على مذهب محمد بن إدريس الإمام الشافعي ، وثم إنتقلت إلى  الشيخ آخر  في نفس مدينة أداما  الشيخ آدم  وهو عالم كبير في مدينة أداما  ومتميز في فن الحديث  بدءا من  الأربعين النواوي ،والتوحيد  ومسطلح الحديث و درست لديه  كثيرا من الكتب  العلمية .

 : وهل  خرجتم من البلاد لأجل مزيد  من العلم إلى الدول العربية ؟

  وذكر الشيخ  مهدي  بأنني  قررت  الخروج عن  البلاد  إلى السودان مع ثلاثة  أنفار من الطلاب  وذلك مشيا بالأقدام  بطريق أصوصا  ودرسنا  هناك  في جامعة  إفريقيا  (الخرطوم )  إلى حد مرحلة الجامعية   كلية  الشريعة  الإسلامية وبعد التخرج  من الجامعة رجعت  الى الوطن ، وعينت  مدرسا باللغة العربية في مدرسة  الأولية التابعة  لهيئة  الإغاثة  العالمية بسبع  سنوات) وانتقلت إلى مسجد أبي بكر بعد ذلك إماماوخطيبا ( في منطقةأرائيل أديس أبابا ) وذلك عام 1991 بالتقويم الأثيوبي .

وبعد ذلك  قررت مراجعة  بعض الكتب  المطولات الحديث  لدي الشيخ رافع وهو عالم كبير في مسجد الأنور الكبير أديس أبابا  وذلك من الأمهات الستة ،وأخذت الإجازة  منه بالتدريس ،وبعد ذلك  تم تعين لى في مسجد سمية  في شولا أديس أبابا وكنت أدرس الحلقات العلمية  من الكتب الفقهية  والحديث والسيرة النبوبية  وتفسير القرآن الكريم صباحا ومساء  وإضافة  إلى إمام وخطيب في ذلك المسجد  ،ولكن  مع الأسف كان مرتبي  الشهري  قليلة ولدي عائلة والأولاد . قررت الإنتقال إلى كولفي قريوس وعينت في مسجد يسمى مسجد الأقصى أديس أبابا أيضا  إماما وخطيبا وهكذا حياتي في خدمة الإسلام والمسلمين  ..

 العلم :  وهل  لكم  عمل آخر لخدمت الإسلام والمسلمين في مجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ؟

 نعم قال الشيخ مهدي إننى كنت رئيس  اللجنة في إدارة  مجلس الأعلى للشئون الإسلامية  أديس أبابا    لمدة أربع  السنوات الماضية  سابقا ،والآن في الوقت الحاضر مازلت إماما وخطيبا في مسجد  مجاهد  في كارقوري (أديس أبابا ) وإلى جانب  تدريس علوم الشريعة  صباحا ومساء  وخاصة بين المغرب والعشاء  من التفسير والحديث و بخارمسلم  والسيرة  النبوية والكتب  الفقهية الدينية من الأحكام  . 

 العلم :  كيف ترون فضل العلماء ؟

 وأشار الشيخ :إلى إن العلماء -أخي الكريم- هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: “محبة العالم دين يُدان به”؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته والشعر  كالتالي :..

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ……. على الهدى لمن استهدى أدلاّء

وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه         والجــاهــلون لأهل العلم أعداء.

.. ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً ……. الناس موتى وأهل العلم أحيـاء

العلم : وهل  لديكم  مخطوطات  والمؤلفات  الكتب ؟.

   وقال الشيخ  مهدي إنني قد جمعت تاريخ الحبشة في الإسلام ولكن  لم تطبع  وكذلك أشياء أخرى عندي فكرة  التي تتعلق  بأمور الدين  في المستقبل.

 العلم : وهل تذكرون لي من العلماء السلطاويين  البارزين الذين لعبوا دورا بارزا في توسيع الإسلام في منطقة سلطي وجنوب شعوب أثيوبيا ؟

وقال الشيخ  إن من كبار علماء السلطويين  أولا الشيخ  حسين( ريم )  و الشيخ  سد وإنبتو)والشيخ جارمو والشيخ  غاشم  شيكو  والشيخ داغي  و ساسنكو  والآن يوجد أجدادهم  هم الذين لعبوا دورامتميزا في نشر الإسلام وخدمة المسلمين  في منطقة  شعوب  جنوب أثيوبيا .

 وفي الختام :أن العلم والعلماء فضل عظيم :  وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: “تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأن العلم أنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر والهوام والسباع في  البر  تستغفر  لهم.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

2 Comments to “من علماء الحبشة  الشيخ مهدي  من جنوب أثيوبيا”

  1. Присоединяйтесь к телеграм каналу, чтобы скачать APK для 7k Casino и активировать промокод ANDROID777 https://t.me/casino_7kk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *