عمر حاجي
يلعب المغتربين دورا كبيرا في الإستثمار وتحويل العملات الأجنبية و استقرار الاقتصاد الوطني، الذي يعتبر أحد الروافد الرئيسية للدخل الوطني. كما يساهم بشكل كبير في تكوين المدخرات الوطنية والتكوين الرأسمالي، وبالإضافة إلى مساهمتهم في تغطية الجزء الأساسي من متطلبات البلاد من العملة الصعبة يسددون فجوة النقد الأجنبي نتيجة التعاملات الدولية.
وفي هذا الصدد، قال بعض المغتربين الذين أجرت معهم صحيفة “العلم”: إن المغتربين يلعبون دورا أساسيا في تعزيز الاقتصاديات الوطنية لبلادهم، وتعد تحويلاتهم موردا رئيسيا في كثير من الدول، وبما أن المغتربين يعتبرون عنصرا أساسيا على مستوى الاقتصاد تم تشجيعهم الذين جاؤوا من بلدان مختلفة على الاستثمار في مختلف القطاعات التي زاروا فيها المجمعات الصناعية في البلاد.
ومن بين المغتربين الذين التقتهم العلم خلال زيارة ميدانية لمجمع بولي لمي الصناعي، السيد أفندي محمد الذي جاء من تورنتو، كندا، وقال: إنه مسرور باستجابة الحكومة للمغتربين. وحقيقة أننا جئنا إلى البلاد للإطلاع على حقيقة أوضاع البلاد، ورأينا بأن هناك سلام في البلاد.
وليس كما يذكر في بعض الوسائل الإعلام العالمية، بأن الحرب قد قربت، وكادت أن تدخل إلى أديس أبابا، ورأينا بأنها أكاذيب مضللة. ومع هذا، هناك أشياء كثيرة تحتاج إلى الإصلاح والتي لا يمكن أن تكون بين عشية وضحاها، بل تتحقق تدريجيا.
وقال أفندي: إن هناك أعمال تتطلب الدعم من المغتربين، بالإضافة إلى أننا نطلب من الحكومة تسهيل بعض الأمور، وتابع حديثه، ” نحن عندما نرجع إلى كندا سنخبر لزملائنا ما شهدناه ورأينا”، ونحن مستعدون أيضا على دعم ما تحتاج إليه البلاد ، مشيرا إلى أن إثيوبيا بحاجة ماسة إلى أشياء كثيرة في الوقت الراهن. وقد أتاح لنا المجيئ إلى هنا لزيارة عدد من الأماكن المختلفة في فترة زمنية قصيرة.
وقال أفندي أيضا، إنه بصرف النظر عن إظهار العالم بأن إثيوبيا آمنة، فقد منح وصولنا إلى البلاد فرصة للنظر الي فرص الاستثمار. وإنه مسرور بما رآه في بلاده ومهتمًا بمزيد من الاستثمار، وأن مثل هذه التغييرات سيكون لها تأثير كبير على الديناميكيات الداخلية والخارجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لإثيوبيا. والتطور الذي رأيناه في قطاع الصناعة دفعنا إلى الإنخراط في الاستثمار.
ونتيجة لذلك، فقد رأيت العديد من خيارات الاستثمار، وعندما أعود إلى كندا سأتحدث إلى أصدقائي وزملائي بأن نستثمر معًا في إثيوبيا واشار الي انه يعمل في تشييد مبنى في منطقة “ألم بانك”.
ومن جانبه قال السيد كاساهون غيتاتشو، الذي عاش في ألمانيا 36 عامًا وجاء إلى إحتفالات عيد الميلاد والمعمودية بدعوة من الحكومة: إنه ينجذب إلى فرص الاستثمار في بلاده وخاصة في قطاع التنمية الصناعية. مؤكدا على أنه يعتزم استيراد أغذية الأطفال من ألمانيا وبيعها في إثيوبيا، وكذلك إستيراد المنسوجات المصنعة في إثيوبيا إلى ألمانيا.
وقال كاساهون: إن جودة المنتج والموقع والمعدات تلعب دورًا رئيسيًا لتكون قادرًة على المنافسة في الأسواق العالمية، فضلاً عن العلامة التجارية. مؤكدا على أن الفوز بالأسواق من حيث الجودة والأمن أصبح أكثر فأكثر أهمية، حتى في البلدان التي لا تولي إهتمامًا خاصًا ولديها نظام رقابة ضعيفة. وأن الطلب المتزايد أدى إلى زيادة معايير جودة المنتج.
وقال السيد كاساهون: إن صحة المجتمع والأمن البيئي تعد من الأولويات العالية، وأصبح ضمان الجودة قضية رئيسية للبلدان، مشيرا إلى أن شركته التي يعمل فيها، في ألمانيا، تروج المنتجات الإثيوبية، وتعمل على روابط الأسواق، وهناك حافزا كبيرا للاستثمار في مختلف القطاعات بشكل عام.
ومن جانبها، قالت هيووت مكونن، وهي تعيش في ملبورن في أستراليا: إنها شاهدت علامات تجارية عالمية لم تتوقع أن يتم إنتاجها في إثيوبيا، ولكن يتم تصنيعها في مجمع بولي لمي الصناعي.
وقالت: إن هذه الزيارة قد أتاحت للمغتربين فرصة الاطلاع على فرص الاستثمار في بلادهم. و طرحت أسئلة حول كيف ستساعد الحكومة للاستثمار في إثيوبيا في المستقبل؟ وما هي الشروط؟.
و قالت إن إستقبال الحكومة كان مشجعا للغاية، مضيفة إلى أنه يتعين على الحكومة التركيز على تحسين تقديم خدمات الاستثمار وتحديثها.
ومن جانب آخر، قال وندمو بلاتو الذي جاء من أمريكا الشمالية بولاية ماريلاند إن تطوير المجمعات الصناعية سوف يلهم ويحفز الآخرين للاستثمار في البلاد، مشيرا إلى أن الإجراءات في مجمع بولي لمي الصناعي، وكذلك خلق فرص العمل للعديد من العمال، كان إنجازًا كبيرًا لإثيوبيا.
وقال وندمو إن هذا الإطلاع على المجمع بشكل عام قد منحهم الأمل في الإستثمار في بلدهم. ونوه إلى أن أولئك الذين قد قدموا إلى إثيوبيا في الماضي لمشاركة تجاربهم وحاولوا الإستثمار كانت بدون جدوى لأسباب مختلفة. وأن ما رآه الآن كان نوعًا مختلفًا من التطور.
وقال وندموا فيما يخص بفتح البنك المركزي حسابا: إن البنك الوطني الإثيوبي فتح حسابًا بالدولار للمغتربين وبدأوا إيداع أموالهم في بلادهم، مشيرا إلى أن عدم قدرة البنك التجاري الإثيوبي على فتح حساب بالدولار في أمريكا الشمالية سيكون تحديًا كبيرا، مضيفًا إلى أنه سيكون من الأفضل للبنك الوطني الإثيوبي الاستثمار بالدولار الأمريكي في أي دولة كانت.
2 Comments to “دور المغتربين في دعم الاستثمار والاقتصاد في اثيوبيا”