ما هي فوائد الاعتراف بالمغتربين الإثيوبيين؟

عمر حاجي

منذ أزمنة مديدة غادر العديد من الإثيوبيين بلادهم لأسباب مختلفة، مثل المسائل الاقتصادية أو السياسية أو طلب معيشة أفضل بحصول دخل أفضل وغيرها من الأمور ذات الصلة. على الرغم من أن المغتربون الإثيوبيون يقيمون في أجزاء مختلفة من العالم ومع ذلك، فإن حب بلادهم والتعلق والتفاني من جميع الأثيوبيين في الغربة لبلدهم يتجاوز الكلمات.

ومن بين أهداف العرفان للمغتربين الإثيوبيين أنهم ملتزمون دائمًا بشؤون بلادهم على الرغم من خلافاتهم الأيديولوجية ومع جميع التحديات في البلدان المضيفن. حيث تجلت هذه المودة والحب لوطنهم والالتزام في مشاركاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة فعالة. كما أن دور مجتمعات المغتربين دائمًا ما يكون في حالة تأهب لحماية مصالح البلاد.

وخير مثال على ذلك، فإن هؤلاء الأفراد يرسلون أموالا بطريقة قانونية لإعالة أسرهم واستثمار رؤوس أموالهم في إثيوبيا. وقد كانت السنوات الأربع الماضية هي فترات أظهر فيها المغتربون الإثيوبيون في المهجر جهودًا حثيثة من أجل إحلال السلام والاستقرار في البلاد. كما أن وقوفهم كشخص واحد لرفع سمعة إثيوبيا وحماية سيادتها وكرامتها في المحافل الدولية لدليل جيد على هذا السياق.

وحول مالهدف من برنامج العرفان للمغتربين الإثيوبيين؟

إن برنامج  العرفان والتقدير يهدف إلى تشجيع مجتمعات المغتربين والتعبير عن امتنانهم لمساهمتهم في مختلف الأنشطة، بما في ذلك الدبلوماسية العامة وبناء الصورة وتعبئة الموارد، من بين أمور أخرى. وتساهم منظمات المغتربين بشكل كبير في حماية المصلحة الوطنية وكذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أعربوا عن التزامهم بالعمل على زيادة دور المغتربين في التنمية الوطنية. وقد شهدت السنوات الأربع الماضية عودة عدد متزايد من مجتمعات المغتربين إلى إثيوبيا والتي يمكن اعتبارها زيارة تاريخية للوطن.

كما ظهر إلتزام المغتربين الإثيوبيين خلال العامين الماضيين عندما وقعت البلاد في مواجهة تحديات داخلية وخارجية من خلال لعب دور نشط في تمثيل إثيوبيا. وليس هذا فحسب، بل مشاركة مجتمع المغتربين في الاستثمار والتجارة ونقل التكنولوجيا وبناء المؤسسات التعليمية والصحية وغيرها من المجالات الأخرى. ولهذا، فإنه ينبغي حصولهم على التقدير والثناء. ولأن مساهمة مجتمع المغتربين لا تُحصى في الأنشطة العامة لإثيوبيا.

كما أن الاعتراف بجهود المغتربين من قبل الحكومة الإثيوبية سيشجع ويحفز المجتمعات على الوقوف متحدين لدعم الشعب الإثيوبي والحكومة، مضيفا إلى أن الاعتراف بالأعمال الصالحة للمغتربين الإثيوبيين للقيام بما هو متوقع منهم كمواطنين في الوقوف ودعم الشعب والحكومة الإثيوبيين أمر بالغ الأهمية حقًا. وأن هذه الخطوة من شأنها أن تحفز المغتربين على مواصلة دعم البلاد في مختلف المجالات، بما في ذلك الدبلوماسية والدعوة، فضلا عن كونها صوت الشعوب الإثيوبية.

ولذلك، رتبت الحكومة أول برنامج للاعتراف بمجتمعات المغتربين الإثيوبيين، وجرى برنامج الاعتراف بـ 52 منظمات إثيوبية في الغربية. وفي الصدد، ذكرت الرئيسة سهلورق زودي: أن المشاركين في هذا الإعتراف يستحقون التقدير، لأنهم ساهموا بشكل كبير في وحدة وسيادة إثيوبيا من نواح كثيرة. ويتوقع أن يعمل الإثيوبيون في الغربة على تعزيز مشاركتهم من أجل النهوض ببلدهم الأصلي.

كما أشار أيضا، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السيد دمق مكونن إلى أن الحكومة تدرك أن المشاركة المتكاملة للمغتربين مهمة لتحقيق أهداف التنمية وحماية المصالح الوطنية لإثيوبيا في الساحات العالمية. مؤكدا على أن المغتربين كانوا صوتا لوطنهم خلال فترة الاختبار. وأظهروا مشاركة كبيرة في الحد من الضغوط غير المبررة لبعض مجموعات تسعى لمصالحها الخاصة. كما تعمل الحكومة على جعل منظمات المغتربين الشريك التنموي الرئيسي لإثيوبيا. منوها إلى أن إثيوبيا تتغلب على التحديات التي واجهتها خلال العامين الماضيين من خلال المشاركة النشطة للمغتربين الذين يشاركون بقوة في التجمعات العامة، والتصدي للدعاية الكاذبة، وإرسال رسائل عريضة وأشكال أخرى من الحملات.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة “العلم” مع عدد من المغتربين الذين تم الإعتراف بهم وحصلوا على الجائزة. وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله خضر الذي جاء من مجتمع المغتربين من تركيا حول شعوره في الحصول على الجائزة والاعمال التي قاموا بها، إنه حقيقة فإن البرنامج الذي هو العرفان والشكر لمن بذل الجهد لوطنه ووقف مع وطنه في وقت الأزمة بكل ما يستطيع. وكان برنامجا ناجحا وكبيرا وعاليا. ويدل حضور رئيسة البلاد السيدة سهلورق زودي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فخامة السيد دمق مكونن كما رأيناه الإهتمام بهذا البرنامج من القصد والهدف منه، لأن البلد بحاجة إلى المواطنين سواء كانوا في البلد أو في الخارج، وسننقله إن شاء الله تعالى.

وحول ماهو الأعمال التي قمتم بها في الحصول على هذه الجائزة ؟ قال الدكتور عبدالله خضر، بالنسبة للجالية الإثيوبية في تركيا في الاعمال التي قاموا بها لتقديم الدعم للوطن والوقوف معها في الأزمات، أولا أن يشعر المغتربون لوطنه مهما كانت ظروفه في الغربة، وهذا الشعور الذي جعله أن يقف مع وطنه سواء كان ذلك في المشاريع التنموية وتقديم الدعم لإعادة وتأهيل المتضررين من الحرب والوقوف معهم لإعادتهم إلى حالتهم الطبيعية التي كانوا عليها قبل الحرب.

وفيما يتعلق حول إعادة السلام في الشمال، لكن هناك مشكلة تعاني البلاد من عدم الإستقرارفي مناطق أوروميا، ولكي يسود السلام البلاد ويكون شاملا ماذا توصون في هذا الجانب؟ قال الدكتور عبد الله خضر، “نحن دائما نداؤنا وطلبنا وتوصيتنا، عندما نأتي إلى البلد ونرى الظرف القاصي والحروب الطاحنة ووضع الإقتصادي الصعب كان نداؤنا هو الحوار الوطني الكبير الشامل وإيقاف الحرب المدمرة وإراقة دماء الأبرياء.

وفي هذا السياق، قال السيد عبد الرزاق آدم جلو الذي جاء من “مينيسوتا”- أميريكا- من مجتمع المغتربين هناك، إن  منظمتنا تقف في وجه أعداء إثيوبيا الذين يريدون تفككها، و”نحن نقول لهؤلاء الذين يريدون تفككها: إن إثيوبيا لن تتفككا ولن تهدم”، كما أنه من حقنا الوقوف إلى جانب بلادنا ووطننا ولسلامة شعوبها ووحدتها. كما أن هناك مساهمات كبيرة في تقديم الدعم بدءا من مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير ودعم النازحين والمتضررين من الحرب، بالإضافة إلى شراء أكثر من 50 ثيران وتقديمه للقوات الدفاع الوطنية التي تحافظ على الأمن والسلام، وسنواصل هذا في المستقبل أيضا.

 ومن هذا المنطلق قدمت لنا الدعوة إلى المجيئ والمشاركة في هذا البرنامج، وعندما رأينا هذا البرنامج فإننا مسرورون جدا. ومما أرغب وأريد أن أذكر هنا، علينا أن نتمسك بوحدتنا وممتلكاتنا ونطلب ما فقدناه معا، ولا أريد تنازع وتفكك بلادنا وتضرر شعوبها أيضا، مؤكدا على أن السلام مطلوب ليس للأحياء فحسب، بل للموتى، لانه إذا لم يوجد السلام لا يمكن دفنه، لايوجد شيئ قبله ولا بعده بدون وجود السلام. ولإيجاد هذا السلام هو الحوار وإجراء المناقشة والتفاهم بدلا من القتل، وأن السلام الذي وجد في  الشمال هو شيئ كبير جدا، وكذلك، التفكير كبيرا وصغيرا رجالا ونساءا عاقلا وجاهلا في إيجاد طريق إحلال السلام في منطقة أوروميا أيضا.     

ومن جانبه، قال السيد فاصيل أطلي من جمعية “نحن معا من أجل السلام والوحدة لإثيوبيا” التي مقرها من مدينة واشنطن ديسي حول شعوره من هذه الجائزة: “إننا نحصل على الجائزة كما أننا معروف في الحصول على الجائزة في تقديم الدعم لقضايا إثيوبيا في مجلات عدة. كما تقديم الدعم والمساندة وهي من واجباتنا، ونؤدي واجباتنا. كما أنها تحفز بشكل كبير الإثيوبيين الذين يعيشون في الخارج على المشاركة بفعالية في التنمية الشاملة لبلدهم الأصلي، مع إعطاء الحكومة الاولوية والإهتمام بهذه الدرجة للمغتربين الذين ساهموا وناضلوا في قضية بلادهم.

وأشار السيد فاصيل قائلا: “إننا كنا في الأنظمة السابقة لا نستطيع الدخول والمجيئ إلى بلادنا ولكن الآن قد استطعنا المجيئ وتقديم المعلومات عبر إجراء المقابلة، ومع ذلك، فإن هناك الكثير من الأعمال تنتظرنا القيام بها، لأن البلاد مكونة من عدد كبير من الشعوب ذات العادات والثقافات واللغات المختلفة”. كما أن برنامج اعتراف المغتربين يخلق فرصة للإثيوبيين الذين يعيشون في الخارج ليكونوا جزءًا من تنمية وطنهم ويزيدون من مساهماتهم في القضايا الوطنية المختلفة.

وأما بالنسبة لممثلي جمعية الجالية الإثيوبية في جيبوتي قال السيد أشنافي مغرسا، إن الاعتراف سيعزز دور مساهمة المغتربين الإثيوبيين في أهداف التنمية لبلدهم الأم. كما أن هذه الجائزة تحفزنا على المساهمة أكثر من أي وقت مضى لبلدنا وتمكننا من تشجيع إخواننا الإثيوبيين الذين يعيشون في الخارج على المشاركة بنشاط في الأهداف الوطنية للبلاد. وأنهم يبذلون جهودًا حثيثة في مجالات السياحة والتجارة التي لها دور رئيسي في اقتصادنا.

وهكذا، فإن العرفان والثناء سيساعدان أيضًا على تعزيز التعاون والشراكة بين المغتربين والحكومة الإثيوبية، وتحفيز المغتربين على مواصلة تضامنهم مع الشعوب والحكومة الإثيوبيين في حماية البلاد والدفاع عنها من العناصر المزعزعة للاستقرار من الخارج وفي الداخل. وهذه خطوة أولى لمواصلة المشاركة وخلق بيئة مواتية تشجع المغتربين مواصلة الانخراط في شؤون البلاد والوقوف إلى جانب البلاد.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

21 Comments to “     ما هي فوائد الاعتراف بالمغتربين الإثيوبيين؟


  1. Интернет-магазин климатической техники в Москве «Climatis.ru»

    Предлагая климатическую технику, мы гарантируем высокое качество всей реализуемой продукции.
    Каждое изделие проходит тщательную проверку, благодаря чему наши клиенты могут быть уверены в том, что техника прослужит долгие годы.

    Если требуется купить кондиционер, водонагреватель или любую другую бытовую технику,
    менеджеры компании «Climatis.ru» дадут необходимые консультации, расскажут обо всех услугах и
    посоветуют, какой агрегат будет оптимальным решением для конкретного помещения.

    Все оборудование в наличии на складе. Доставка до двери от 1 до 10 календарных дней.
    Стоимость доставки 500 рублей. При заказе монтажа доставка бесплатна.
    Официальный сайт «Climatis.ru».

  2. What’s good?Your post was truly impressive, not only for its amazing content but also for the valuable insights it provided. I am eager to further explore this topic as it aligns with my strong interest in learning. Your expertise and unique perspective are greatly appreciated. Thank you for generously sharing your thoughts and taking the time to do so!Bye-bye.

  3. YoDuring our exploration of a new website, we stumbled upon a webpage that instantly grabbed our attention. We are thoroughly impressed with what we have seen thus far and eagerly anticipate your upcoming updates. We are excited to delve deeper into your website and discover all the incredible features it has to offer.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *