العلاقات الاثيوبية الصينية: نموذج للشراكة التعاونية

سمراي كحساي

تعتبر الصين الشريك التجاري الأول لأفريقيا وذلك من خلال دعمها لتنمية البنية التحتية فى أفريقيا من خلال القروض الميسرة والتفضيلية التي أحدث تغييراً كبيراً، وليس هذا فحسب بل ان دعم الصين لأثيوبيا كان ضروري ومهما  نظراً لأن أثيوبيا تسعى لتحقيق خطتها لدعم الاقتصاد الوطني.

وأقامت إثيوبيا والصين علاقات قوية ووثيقة على مدار الخمسين عامًا الماضية ، وتحظى العلاقات الثنائية بمكانة خاصة في العلاقات الصينية الأفريقية.

وتوضح زيارة وزير الخارجية الصيني تشين جانغ الي  العاصمة الإثيوبية أديس أبابا  أن الصين تولي أهمية كبيرة للعلاقات الصينية الإثيوبية والعلاقات الصينية الأفريقية.

و لقي الوزير تشين جانج والوفد الذي ترأسه ترحيبا حارا من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية دمقي مكونن في مطار أديس أبابا بولي الدولي ، ثم التقى تشين والوفد برئيس الوزراء أبي أحمد  وركزت المناقشات حول زيادة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.

و أعرب ابي أحمد، الذي قدم تهانيه الحارة على الاختتام الناجح للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، عن إعجابه العميق بالقيادة المتميزة للرئيس الصيني شي جين بينغ وحكمته السياسية.

وقال ابي إن إثيوبيا تتطلع إلى تعزيز تبادل الخبرات في مجال الحوكمة مع الصين، من أجل توحيد وقيادة جميع أفراد الشعب الإثيوبي للتمسك بالاستقلال وتسريع التنمية والنهضة في البلاد.

وقال إن اختيار تشين إثيوبيا كأول محطة في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه يظهر تماما الصداقة العميقة بين البلدين وأهمية العلاقات الثنائية.

وأضاف ابي أن تعاون إثيوبيا مع الصين في مجالات مثل البنية التحتية والاقتصاد الأخضر والزراعة وبناء المجمعات الصناعية كان نموذجيا وحقق نتائج رائعة، ما ساعد في تصنيف إثيوبيا بين الاقتصادات الأسرع نموا في إفريقيا.

وقال إن إثيوبيا ترحب بمزيد من الشركات الصينية للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في البلاد.

و من جانبه، قال تشين إن الصين، بقيادة الرئيس شي، ستمضي قدما في تحديثها ذي الخصائص الصينية على جميع الجبهات، وستتبع بثبات طريق التنمية السلمية، وستلتزم بشدة بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح القائم على المنفعة المتبادلة والنتائج متبادلة الربح. وبهذا، ستضخ الصين اليقين والاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم يموج بالتقلبات والاضطرابات، وستتيح فرصا جديدة لتنمية جميع البلدان.

وأوضح تشين أنه منذ أن أقامت الصين وإثيوبيا العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من نصف قرن، ساعد البلدان بعضهما البعض دائما ومضيا قدما جنبا إلى جنب بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، وكانا نموذجا للتضامن والتعاون بين الدول النامية.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين تدعم إثيوبيا في اتباع مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، قال تشين إن قائدي البلدين حافظا على تبادلات وثيقة في الأعوام الأخيرة، ورسما مسار تنمية العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجديدة.

وقال إن الصين وإثيوبيا، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين تتشاركان الرؤى وتتكاتفان في السعي لتحقيق التحديث، فإنهما بحاجة إلى أن تكونا شريكتين تتبادلان الدعم بقوة، وتسعيان لتحقيق التنمية المشتركة، وتؤيدان الإنصاف والعدالة على الصعيد الدولي.

وأكد تشين استعداد الصين لتعميق وتوسيع التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في إثيوبيا والمشاركة في مسيرة إعادة الإعمار في البلاد.

وأعرب عن أمله في أن توفر إثيوبيا بيئة أعمال سليمة، وأن تتخذ تدابير فعالة لحماية أمن وسلامة الأفراد الصينيين والمؤسسات الصينية وكذا حماية حقوقهم ومصالحهم المشروعة.

كما أجرى تشين خلال زيارته محادثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين. ووقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية ووثائق تعاون أخرى.

و سيحضر وزير الخارجية جانج حفل افتتاح المقر الرئيسي للمراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في أديس أبابا ، والذي تم تشييده وتأثيثه وتجهيزه من قبل حكومة الصين.

و تستفيد إثيوبيا أيضًا من التعاون العملي ومساعدة الصين في جميع المجالات ، سواء في التجارة أو الدبلوماسية أو الاستثمار أو الاقتصاد أو الصحة أو توسيع البنية التحتية وغيرها. على وجه الخصوص ، خلال السنوات القليلة الماضية ، تعمقت العلاقات والتعاون بين إثيوبيا والصين ، وشهدت تطورات مطردة وحققت نتائج ملحوظة.

إن الشراكة التعاونية و الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والتي تعطي الأولوية لستة مجالات مثل مسائل السلام والأمن ، والتعاون في القدرات ، والموارد البشرية ، والطيران ، والتنسيق بشأن القضايا العالمية والإقليمية من شأنها تحسين العلاقات بين شعوب البلدين ، ولها آثار إيجابية على السلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

و بما أن إثيوبيا مستعدة دائمًا للعمل مع جميع الأطراف التي تتمسك بالمبادئ ، فهي حريصة على العمل مع حكومة الصين وحريصة على زيادة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في جميع الاتجاهات. وفي هذا الصدد ، فإن وصول وزير الخارجية الصيني المعين حديثًا تشين جانج إلى إثيوبيا له دور فعال في تعزيز الشراكة والتعاون من أجل الصالح العام لشعبي البلدين.

ومن المعلوم ان أثيوبيا والصين أقامتا شراكتهما الاستراتيجية على المنافع والمصالح المتبادلة وهما تتمتعان بعلاقات متميزة قائمة على الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل ولقد أثبتت الصين بأنها صديق لأثيوبيا يعتمد عليه فى التنمية الشاملة وتعتبر الصين الشريك الاستراتيجي لاثيوبيا فى مجال التنمية وبتعاونهما الاقتصادي سوف تعزز وتوطد اثيوبيا والصين العلاقات الثنائية من خلال تبادل الزيارات المرتبطة بالمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ومن خلال التعاون الفني كذلك.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *