إحتفالات عيد الميلاد والألعاب الرياضية التقليدية (يجنا تشواتا) فى إثيوبيا

سمراي كحساي

يحتفل المسيحيون الأرثوذكس في اثيوبيا بعيد ميلاد المسيح في 7 يناير  حيث تتمسك البلاد بتقويم الكنيسة الأرثوذكسية المعروف محليا بالتقويم الإثيوبي، ويتوافق عيد الميلاد في إثيوبيا مع طقوس دينية وصلوات خاصة واجتماعات عائلية واحتفالات شعبية في كل أنحاء البلاد.

والاحتفال هو مناسبة دينية بحتة حيث يبدأ الاحتفال عشية عيد الميلاد و يتدفق رواد الكنيسة على الكنائس وهم يرتدون الزي الأبيض  و تبدأ خدمة الكنيسة عادةً في حوالي الساعة 6 مساءً وتستمر حتى الساعات الأولى من يوم عيد الميلاد.

و بعد خدمة الكنيسة  تحتفل  العائلات للالتقاء والاعتزاز بالأطباق الإثيوبية الفريدة. و بما أن الاحتفال يأتي بعد صيام 43 يومًا ، يقوم المحتفلون بإعداد أطباق عالية البروتين مثل الدجاج ولحم الضأن أو اللحم البقري وأطعمة أخرى مماثلة مع مشروبات مثل (البيرة التقليدية) و (نبيذ العسل) .

ويقوم الاثيوبيون بلعب العديد من الالعاب التقليدية حيث تعتبر الألعاب والرياضات التقليدية في اثيوبيا من الرياضات العريقة والأصيلة ولها شعبيتها ومحبيها من مختلف الفئات العمرية والهدف من إحياء وتقنين مثل هذه الألعاب هو غرس مفهوم ممارسة الرياضة ضمن أكبر شريحة من المجتمع وذلك من خلال تقديمها في إطار مشوق وممتع يتناسب مع ثقافة وموروث الإنسان الإثيوبي،كما تخلق هذه الرياضات إشباعًا جسديًا وروحيًا وعقليًا ونفسيًا.

ويوجد حاليًا أكثر من 290 لعبة ثقافية مسجلة كفئات رياضية وألعاب تقليدية وثقافية في إثيوبيا. ومن بين الرياضات والألعاب الثقافية في إثيوبيا هي لعبة -يجينا تشواتا (نوع من الهوكي) ، وسباق الخيل ، وجيبتا ، وجيميد جوتيتا أو جر الحبل، وسيجنو ماكسيجنو.

و ألعاب -يجينا تشواتا تمارس دائمًا في فترة عيد الميلاد الإثيوبي، وهي إحدى الألعاب الرياضية التقليدية التي نشأت  في مرتفعات إثيوبيا ؛ والأهم من ذلك كله ان لعبة الميلاد التي تسمى بالامهري يجنا شيواتا وباﻻورمية تسمي -غيلي وبالتيجرنجا تسمى -قارسا -هي لعبة تقليدية تقام بصورة خاصة في المناطق الريفية ويشارك فيها الشباب والكبار على حد سواء ولا تقام سوى خلال موسم عيد الميلاد الذي يتزامن مع التقويم القمري في الفترة بين ديسمبر و يناير من كل عام وتبدء هذه اللعبة منذ الصباح الباكر و تستمر حتى غروب الشمس.

وينظم الأولاد الصغار أنفسهم في مجموعتين ويستخدمون عصي خشبية منحنية في نهايتها لضرب كرة خشبية أعدت لهذه المناسبة.

ويقدم للفريق الذي يفوز في المباراة أرغفة من الخبز وخروف يأكلونه في مجموعة و اللعبة بالفعل مسجلة كلعبة تقليدية لها قواعدها، وأنظمة في اتحاد الألعاب الثقافية .

وتحمل اللعبة العديد من أوجه التشابه مع لعبة الهوكي الحديثة و يتم لعب كلتا الرياضتين بين مجموعتين. وأيضًا يتم استخدام مواد مماثلة في اللعبتين. ولكن ، في حين أن الأولى هي لعبة ثقافية فقط ،   تعتبر  لعبة الهوكي لعبة  دولية وأولمبية.

ويقول السيد بلاي بفقادو، عالم اللاهوت في الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية ، إن الإثيوبيين لعبوا لعبة -يجنا تشوتا قبل فترة طويلة من لعبة الهوكي الميدانية التي أصبحت لعبة أولمبية شعبية في الغرب  .

واضاف ان اصل اللعبة يرجع الي أسطورتين ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بميلاد السيد المسيح.

الاسطورة  الأولي تقول ان الملك  هيرودس سأل  الحكماء الثلاثة (المجوس)الذين سافروا بحثًا عن يسوع أثناء عبورهم أرضه عما يبحثون عنه. وقالوا له إنهم يبحثون عن الملك الذي تنبأ بمولده في تلك الأيام.

سألهم هيرودس عما إذا كانوا سيخبرونه بمكان ولادة الطفل في طريق عودتهم إلى المنزل ووافقوا. واثناء رحلتهم إلى بيت لحم ، أرسل هيرودس جاسوسًا اسمه رور. كان من المفترض أن يذهب مع المجوس إلى بيت لحم لمساعدة هيرودس في قتل الطفل.

وظهر نجم في السماء ساعد  المجوس كدليل في الطريق ولكنهم بعد أن التقوا هيرودس كان من الصعب رؤية النجم ومن ثم تم العثور على الجاسوس الذي كان سبب اختفاء النجم فقطعوا رأسه ولعبوا بها بضربها وتمريرها بينهم.

وظهر ملاك الله في حلم للمجوس وأخبرهم أن يغيروا طريقهم عندما يعودون بعد رؤيتهم للطفل يسوع وإستمعوا إلى ملاك الرب وعادوا إلى أرضهم دون إخبار هيرودس بأي شيء عن مكان وجود الطفل.

وكذكرى لهذا الحدث ، لعب الإثيوبيون لعبة تسمى- يجنا تشواتا منذ ظهور المسيحية.و  يتم لعب اللعبة بعصا تشبه إلى حد كبير مضرب الجولف وكرة خشبية صغيرة تحمل اسم الجاسوس – رور.

و كما يقال-بجينا تشيوات أيكوطام جيتا  و هو قول إثيوبي يستخدم للتذكر في كل إحتفال بجينا و المعنى الحرفي له هو أنه اثناء لعبة الميلاد (جينا ) لن يغضب السيد مهما حدث. كما أنه يشير إلى عدم وجود عقدة تفوق ودونية في وقت ممارسة اللعبة. لهذا السبب يقول الإثيوبيون إن اللعبة تعزز شعورا قويًا بالترابط والصداقة على المستوى الوطني.

الأسطورة الأخرى هي انه عندما ولد يسوع المسيح ، تم الإعلان عن الأخبار في جميع أنحاء العالم وعندما سمع الرعاة بدأوا القفز بفرح ، ورمي الأشياء حولهم ، ولعبوا ألعاب مختلفة مثل –يجينا تشواتا / الهوكي  و هذه هي الطريقة التي بدأت بها اللعبة “. لذلك ، لدى إثيوبيا قصة طويلة لبدء اللعبة.

وفي الالعاب يكون كل فريق لديه ما لا يقل عن 7 لاعبين ، ولكن ليس أكثر من 10 لاعبين. واحد منهم هو حارس المرمى. و يمكن استبدال اللاعبين في أي وقت بشخص ما قد يصل إلى 5 أشخاص ينتظرون على مقاعد البدلاء.

كما يبلغ طول الملعب حاولي 300 متر وعرضه 200 متر ، يحتاج اللاعبون إلى ضرب الكرة باتجاه مرمى الخصم. في البداية ، يواجه لاعبان من الفريقين المختلفين بعضهما البعض في منتصف الملعب ، يلامسان العصي 3 مرات ثم يتنافسان من اجل الحصول على الكرة.

وخلاصة القول أن مثل هذا الألعاب الرياضة التقليدية لها دور هام في تشجيع  السياحة لو اهتم بها أكثر من حيث التغطية الإعلامية وتوفير الإمكانات اللازمة، ويجب على الحكومة ان تعمل مع الكنيسة بشكل خاص ومع أصحاب المصلحة الآخرين للسعي لإحياء وتطوير الرياضات والألعاب التقليدية مثل ألعاب يجينا -تشواتا .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

2 Comments to “إحتفالات عيد الميلاد والألعاب الرياضية التقليدية (يجنا تشواتا) فى إثيوبيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *