الإتفاقية مقبولة لدى الجميع لحل مشاكلنا بانفسنا !!   ..

**إن مؤسسات الأديان الإثيوبية لدينا إتفاقية في أن نعمل حول السلام والأمن وإذدهار البلاد وإستقرارها

عمر حاجي

أديس أبابا “العلم” رحبت الحكومة الإثيوبية بتوقيع اتفاق سلام في ختام محادثات السلام في بريتوريا، بجنوب أفريقيا. حيث ينهي هذا الاتفاق الصراع الذي استمر لعامين في شمال إثيوبيا.

كما أن الاتفاقية أكدت أيضا من جديد على إحترام سيادة ووحدة أراضي إثيوبيا وتماشيا مع دستور البلاد. كما تتطلع الحكومة إلى الشروع الفوري في إعادة تأهيل المجتمعات المتضررة من هذا الصراع وإعادة بنائها. وستواصل الحكومة العمل بجد لضمان تدابير المساءلة ضد الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة “العلم” مقابلة مع رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي للشئون الإسلامية الإثيوبي سعادة الشيخ حجي إبراهيم، حول كيف ترون إتفاقية السلام الموقعة بين إثيوبيا والجبهة الشعبية لتحرير تجراي التي عقدت في بريتوريا- جنوب إفريقيا-:؟

قال سعادة الشيخ حجي إبراهيم: إن هذه الإتفاقية بين الطرفين:هي إتفاقية جيدة ونشيد بها ونؤيدها، ومقبولة أيضا لدى الجميع إلا لدى الشياطين، ويحبذها كل من يحب السلام ويبشرها، ونحن كمجلس الأعلى الفيدرالي للشئون الإسلامية الإثيوبي أول من رحب بها، وقد إجتمعنا مع جميع مسئولي الأديان في البلاد ورحبناها وحبذناها وباركناها، كما باركنا لأنفسنا ولبلادنا ولمجتمعنا الإثيوبي ولجميع من يحب السلام ولا زلنا نؤيدها. وأن هذه الإتفاقية لم تكن سياسية فحسب، بل أن السلام حياة لكل إنسان، لانه بدون سلام لا أحد يستطيع أن يعيش أو يتحرك من مكان إلى مكان ويمارس أعماله اليومية سواء كانت دينية أو إجتماعية أو إقتصادية أو غيرها. لأن السلام أحد ما نلتزم به في حياتنا اليومية.

وحول كيف ترون حل المشاكل الإفريقية بإفريقيا؟ قال سعادة الشيخ حجي إبراهيم: إن حل المشاكل الإفريقية بإفريقيين هي ما تبشر بالخير الكثير للإفريقيين، كما يقول المثل العربي: ” ما حاك جلدك مثل ظفرك”، نحن الاثيوبيون إذا استطعنا أن نحل مشاكلنا فيما بيننا واستغنينا عن الأخرين هو من أفضل الاعمال والجوانب التي يلزم تحقيقها وخير مثال علي ذلك هو وصلو الوفد الاثيوبي الي مقلي وبداء المشاورات معا ، سواء كانت سياسية أو إجتماعية أوتنموية  وفي كل المجالات. فهذه فرصة لم تمر علينا سابقا فلا بد من أن نطورها ونتعود عليها لحل مشكلتنا بأنفسنا.

وحول دور زعماء الأديان في دفع عجلة السلام إلى الأمام والمساهمة فيها، قال سعادة الشيخ حجي إبراهيم: إن مؤسسات الأديان الإثيوبية لدينا إتفاقية في أن نعمل حول السلام والأمن وإذدهار البلاد وإستقرارها، ونعمل كل ما نستطيع عليه ونملك عليه القدرة بما يعود بالمنافع على البلاد والعباد بالتنسيق مع الجهة المعنية بدون التدخل في أمور أو شئون السياسة للحكومة أو إنتماء أي حزب سياسي. وهذه الأمور، هي من وظيفتنا ومن إحدى وظيفة دعاتنا أيضا من المستوى الأعلى إلى الادنى، وفي أماكن العبادة من المساجد، وفي أماكن أداء المعتقدات الدينية وعلينا الحفاظ عليه. لأننا نؤمن بأنه بدون السلام لا نستطيع أداء أي عمل سواء كان دينيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا أو غير ذلك. ولذلك، نعطي الاولوية للسلام وإستقرار البلاد وأمنها. لأن ديننا يأمر بالسلام، كما أن اسم الإسلام مشتق من السلام، هو أيضا اسم من أسماء الله، “الله هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام”.

وفيما يتعين على الحكومة والشعوب الإثيوبية وفئات الشباب في المحافظة على الأمن والسلام، قال سعادة الشيخ حجي إبراهيم: إنه أولا: لا بد أن نقوم بالدعوة إلى السلام ليلا نهارا ونبذل قصورى جهدنا في الدعاء من أجل إستقرار السلام والأمن ووحدة البلاد وشعوبها، بالإضافة إلى القيام إلى جانب إخواننا وأخواتنا الذين دمرت ممتلكاتهم وأحرقت بيوتهم وفقدت أرواحهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمسنين والشباب ونعيد تأهيلهم إن شاء الله بالتكاتف والتعاون فيما بيننا ونعودهم بقدر المستطاع بالدعم والمساندة.

أخيرا: الوصية: إن وصيتي كثيرة، أولا، أن نتق الله سبحانه وتعالى قلبا وقالبا فيما نعمل، وثم أن نهتم بالأمن والسلام والوحدة، لأن القوة تحصل بالوحدة، وعدم وجود الوحدة هي الفشل بالذات. فلا بد أن نتوحد، وعلينا بالسمع والطاعة أيضا. وكذلك، لا بد أن نتفاهم ونشاور فيما بيننا في أي مشكلة كانت قبل أن نسرع ونتخطى إلى أي شيئ آخر. لأن المشكلة تنتهي وتحل بالحوار على مائدة مستديرة. ولا بد أيضا الإحترام فيما بيننا أيا كان، إحترام الاديان والقبائل والقوميات والأحزاب مهما كانت.

وعلينا أن نتأدب بالآداب الإسلامية، وآداب الأديان السماوية ونلتزم به. وعلى كل منا مسئولية يجب أداؤها كما ينبغي: كما جاء في الحديث النبوي الشريف:” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته…. الحديث” وعلينا أن نتقارب ونتشاور ونتحاور ونتفاهم، لأن المشكلة تنتهي بالمشاورة والحوار البناء، وأن نقدم النصائح القيمة والتوجيهات والإرشادات لجميع أفراد المجتمع.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *