**حصاد 52 مليون قنطار من القمح خلال هذه السنة المالية الإثيوبية
***نائب رئيس اقليم أوروميا : إن حوالي 200 ألف هكتار من الأراضي المغطاة ب بذور قمح الري الصيفي في الإقليم
بعد أن كانت إثيوبيا تسعى لجعل محصول القمح مشروعا إستراتيجيا للاكتفاء الذاتي، أعلنت أديس أبابا مؤخرا استعدادها لتصدير القمح؛ في خطوة عدّتها تحولا وفرصة كبيرة للبلاد من أجل إعادة بناء صورتها من دولة مستوردة إلى مصدرة.
ويرتكز اقتصاد إثيوبيا على الزراعة التي تسهم في أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي، وتحديدا بنسبة 60% من الصادرات، ويعمل 80% من معدل إجمالي العمالة في البلاد في هذا القطاع.
أديس أبابا كانت أعلنت قبل سنوات خطة توطين محصول القمح بوصفه مشروعا إستراتيجيا بحثا عن الاكتفاء الذاتي وزيادة صادرات الزراعية، ضمن مبادرة أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، لتكثيف زراعة القمح، واستغلال الإمكانات التي تتمتع بها البلاد.
وترمي مبادرة آبي أحمد للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية، بما فيها القمح ومشروعات الدواجن واللحوم والخضروات والتصنيع الزراعي، ضمن خطة لتحويل الاقتصاد الزراعي إلى صناعي بحلول عام 2025 عبر بناء 23 منطقة صناعية، تم الانتهاء من تشييد 13 منطقة منها في مختلف أقاليم البلاد. ابراهيم صالح الجزيرة
ووصف الباحث الاقتصادي في شؤون منطقة القرن الأفريقي بشير نصر تحول إثيوبيا في زراعة القمح من مشروع اكتفاء ذاتي إلى التصدير بالخطوة الممتازة والكبيرة، وقال للجزيرة نت إن الاتجاه لتصدير القمح سيؤدي إلى تعزيز الميزان التجاري وتحسين الاقتصاد الكلي للبلاد.
وأضاف نصر أن الإنجازات التي سجلتها إثيوبيا في زراعة القمح تظهر حقيقة أن البلاد ستكون قادرة على التحول في جميع الجوانب، فضلا عن ضمان الاكتفاء الذاتي للغذاء والمساعدة في توفير العملات الأجنبية.
بالفعل تمت تغطية حوالي 200 ألف هكتار من الأراضي ببذور القمح كجزء من برنامج الري الصيفي في إقليم أوروميا ، حسبما كشف نائب رئيس الإقليم أولو عبدي.
وأطلق نائب الرئيس رسمياً برنامج تطوير قمح الري الصيفي في الحي الشعبي واقي ميقا بمنطقة شرق شوا ، بإقليم أوروميا.
على الرغم من إطلاق برنامج ري القمح لهذا العام المالي يوم السبت ، بدأت عدة أماكن في إقليم أوروميا في تنفيذ البرنامج في وقت سابق.
وفي حفل الافتتاح الرسمي ، قال نائب الرئيس إن الإقليم يخطط لزراعة أكثر من مليون هكتار من الأراضي خلال السنة المالية الحالية ، مضيفًا أن المنطقة تمكنت حتى الآن من تغطية 200 ألف هكتار بمحصول القمح من خلال الري الصيفي. برنامج.
وفي معرض إشارته إلى أن حكومة الإقليم قد سجلت إنجازات مشجعة خلال فترة قصيرة من الزمن في زراعة القمح الصيفي للري قال :إن النتيجة الإيجابية الحالية توضح حقيقة أن البلاد ستضمن الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
وأشار إلى أنه يجري توفير الجرارات ومضخات المياه وأسمدة التربة والبذور المختارة بالمستوى المطلوب لتحقيق الخطة.
ووفقا له فإن أنشطة كثيرة بما في ذلك الجهود المبذولة لتغيير ثقافة العمل بهدف تحقيق النجاح في الحملة المستمرة ضد الفقرقد نفذت .
و من جانبه قال مدير منطقة شرق شوا ، أبابو واقو إن الأعمال جارية لزراعة 200 ألف هكتار من الأراضي بالقمح خلال برنامج ري القمح الصيفي للسنة المالية الحالية.
وتبذل حكومة إثيوبيا جهودًا لزيادة إنتاج القمح في البلاد من خلال زراعة المحصول على مدار العام.
وتعمل البلاد على حصاد 52 مليون قنطار من القمح خلال هذه السنة المالية الإثيوبية من خلال برنامج زراعة قمح الري الصيفي.
وفي الاقليم الصومالي ،تم الكشف أن من المقرر حصاد أكثر من 28 مليون قنطار من المنتجات الزراعية في قليم الصومال هذا العام.
و بدأ إعطاء المزيد من الاهتمام لإنتاج القمح لإيجاد منتج يمكن أن يغذي البلاد خارج الإقليم
وبدأ حصاد حقول القمح التي بلغ عددها المئات في مركز تولي جوليد بمنطقة فافن بالإقليم . في عام الإنتاج هذا وحده ، وتمت تغطية 83 ألف هكتار من الأراضي في مركز تولي جوليد بمحاصيل القمح وهي جاهزة حاليًا للحصاد.
ووفقًا للمعلومات الواردة من الاتصال الحكومي للٌإقليم ، من المتوقع أن يتم إنتاج أكثر من 987 ألف قنطار من القمح.
قبل شهرين ،قام الأعضاء التنفيذيون لحزب الإزدهار ،
بمن فيهم رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد ، بزيارة حقول القمح في مركز تولي جوليد.
ومن جهة اخري ، قال مزارعو مركز “أدأ” بمنطقة شرق شوا ، إن إنتاج القمح الصيفي ، الذي كان نادرًا في المنطقة من قبل يغير حياتهم إلى الأحسن .
تحت قيادة الرابطة النسائية لحزب الازدهار ، بدأت زراعة القمح المروي في المنطقة يوم الخميس الاسبق ، وقال المزارعون الذين تحدثوا إلى مؤسسة الصحافة الإثيوبية إن سبل معيشتهم تتحسن مع إنتاج القمح الصيفي.
ووفقا للمزارع سيساي جرما فإن القمح لم يكن يُزرع في الماضي بالري في المنطقة. وأشار أيضًا إلى أنه عندما أخبرهم قادة المنطقة والخبراء الزراعيون بفكرة إنتاج القمح الصيفي ، فقد أثار ذلك دهشة وشكوكًا لدى العديد من المزارعين. لكن في النهاية تمكن المزارعون من الإنخراط في زراعة القمح الصيفي
وذكر السيد سيساي أنه في السابق ، وخاصة خلال فصل الشتاء ، كان من المستحيل الإنتاج لأن أرضهم كانت مغطاة بالمياه وكانوا يزرعون الخضار في الصيف فقط. وذكروا أن حصاد القمح الصيفي الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في المنطقة قد غير حياتهم وضمن لهم الأمن الغذائي.
وأفاد المزارعون الذين أفادوا بأنه لا يوجد شك في أن إنتاج القمح عبرالخدمة الاستشارية لإنتاجية القمح,سوف يستفيد منه جميع المزارعين.
وفي اكتوبر الماضي خلال اطلاق رئيس الوزراء أبي أحمد رسميًا ، برنامج الزراعة الوطنية للقمح الصيفي للسنة المالية الإثيوبية 2015، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين حفل التدشين الذي أقيم في إقليم الصومال ، اكد كبار المسؤولين الحاضرين في هذه المناسبة إن إثيوبيا سجلت إنجازات ملحوظة في إنتاج القمح يمكن اعتبارها درسًا عظيمًا لتتحول البلاد في غضون فترة زمنية قصيرة طالما كان هناك تعاون والتزام في جميع المجالات.
وصرح رئيس حكومة إقليم أوروميا ، شملس عبديسا ، أن النجاح الذي تحقق في زراعة القمح ساعد البلاد على توفير كمية هائلة من العملات الأجنبية.
من جانبه ، قال رئيس حكومة إقليم أمهرة ، يلقال كفيالو ، إن النجاح المسجل في زراعة القمح يشير بوضوح إلى أن إثيوبيا ستكون قادرة على التغلب على الفقر من خلال زيادة إنتاجيتها.
وبدوره قال رئيس حكومة إقليم عفر ، أوّل أربا ، إن زراعة القمح الكبيرة التي يتم إجراؤها في إقليمي عفر والصومال ، والتي تتأثر بشكل متكرر بالجفاف ، ستجلب قدرًا كبيرًا من الأمل للمواطنين .
وقالت عمدة مدينة أديس أبابا ، أدانيش أبيبي ، من جانبها ، “إن إنتاج القمح سيوفر دعماً كبيراً للجهود الجارية بهدف التخفيف من تكلفة المعيشة .
وكانت الحكومة الإثيوبية وضعت ميزانية قدرها 9.8 مليار بر لتنفيذ نحو 17 مشروعاً زراعياً متنوعاً ضمن خطتها للأمن الغذائي. وقال وزير الزراعة عمر حسين، إن “الحصاد المتوقع من زراعة 3 آلاف كيلومتر مربع للعام يصل إلى 10 ملايين قنطار من القمح، مشيراً إلى أن بلاده تستورد ما يقدر بـ 17 مليون قنطار سنوياً.
وأكد أن “الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لوقف استيراد القمح تماماً خلال الـ 5 أعوام المقبلة”، موضحاً أن “استبدال القمح المستورد من خلال الترويج للزراعة بالري يوفر العملة الأجنبية، ويخلق حافزاً كبيراً لدى المزارعين والرعاة”.
ويرى المؤرخ البروفسور المساعد ادم كامل “المزارع الإثيوبي لأول مرة استطاع استغلال إمكاناته في زراعة القمح على ثلاث دورات بما فيها الطلعة الصيفية، مما أدى إلى توقعات إيجابية في النجاح الذي يتطلب من الحكومة مزيداً من الاهتمام ومد المزارعين بالوسائل العلمية التي تساعدهم في استمرارية وتطوير الإنتاج”.
ومنذ تولي رئيس الوزراء الدكتور آبي السلطة، شرعت إثيوبيا في حملة واسعة النطاق لزراعة القمح على أمل استبدال الاستيراد بالمنتج المحلي و أن تصبح إثيوبيا سلة غذاء افريقيا.