إثيوبيا و دولة جنوب السودان علاقة انموذجية !

**نريد السلام وليس مشاكل الحرب وتداعياتها

عمر حاجي

إن علاقة إثيوبيا مع دول الجوار متمسكة بسياسة حسن الجوار والشراكة وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة لها. وتعطي الأولوية في علاقاتها مع الدول المجاورة لأنها مهمة للتقدم والازدهار، وكذلك، ضرورة تعزيز التنسيق للاستقرار والتكامل الإقليمي. كما أن تعزيز التبادل التجاري، والتعاون في مجال حفظ السلام مع دول الجوار أمر حيوي.

وخلال هذا العام كانت العلاقات الاثيوبية مع دولة جنوب السودان قد شهدت تطورا ملموسا وبهذه المناسبة اجرت صحيفة العلم مع سعادة السفير جميس بيتا موغان سفير دولة جنوب السودان لدى إثيوبيا،  في حوار أجرته عبر الهاتف حيث قال: “بما أن البلدين أخوين شقيقن منذ الأزل يتطلعون إلى إستتباب الأمن والسلام، حتى لا تؤثر المشاكل العابرة للحدود بين البلدين. ويجرون المناقشة حولها في الحفاظ على أمنيهما ولتعزيز التعاون بين البلدين.

وكان قد أكد السفير على أننا نريد السلام في المنطقة. “ولدينا نحن إثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان”، واجبات ومسئوليات كبيرة لمجتمعنا وشعوبنا التي نلتزم بأدائها، حيث نريد السلام وليس مشاكل الحرب وتداعياتها. ونحن نريد التنمية في هذه المنطقة ولكي تعيش شعوبنا بسلام، وهذه هي الرسالة التي نقلها المسشار الرئاسي لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان.

وذكر سعادة السفير جميس: بأنه يتعين على الدول الثلاث، “إثيوبيا ومصر والسودان” الجلوس على المائدة المستديرة والتفاوض للحل الجذري للمشاكل العالقة بسد النهضة، لأن مشروع بناء سد أباي لا يوقف الماء أبدا، لأن الماء ماش كالعادة. وأن إثيوبيا تستفيد بتوليد الكهرباء فقط،  كما أن الدول الباقية ” مصر والسودان” تستفيدان من الماء أيضا.

وقال سعادة السفير أيضا، إنه حسب ما قال المستشار الرئاسي، الذي ترأس الوفد لزيارة موقع بناء سد النهضة: إن السد لم يكن له أي أثر سلبي، حيث إن أباي جار كالعادة، وهذا ما تم نقله عبر الرسالة وهو في مصر، كما أن نص الرسالة التي تبدأ بالسلام، ليس هناك أي مشكلة بسبب أباي، مؤكدا على أن “أباي هو هدية من ربنا لكلنا”، بحيث إن أباي يصل من إثيوبيا إلى السودان ومنها إلى مصر وإلى بحر الأبيض المتوسط.

وحول الإتفاقية الموقعة بين البلدين في الحفاظ على الامن والسلام ومكافحة الجرائم المنظمة، أشار سعادة السفير، إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين هو تعزيز العمل معًا للسيطرة واتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية والقوات المتمردة والجماعات المسلحة والمجرمين المنظمين الذين قاموا بمهمة زعزعة السلام والأمن في المناطق الحدودية وزعزعة استقرار منطقة شرق إفريقيا. بالإضافة إلى منع الاتجار غير المشروع بالأسلحة والجرائم المنظمة في منطقة الحدود وتجارة الأموال غير المشروعة والمخدرات والاحتيال الاقتصادي والجرائم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات.

وحول مساهمة حكومة جنوب السودان في البصمة الخضراء قال سعادة السفير مورغان: إن فكرة البصمة الخضراء جاءت من الحكومة الإثيوبية من قبل فخامة رئيس الوزراء الإثيوبي دكتور أبي أحمد، وهذه الفكرة جيدة جدا. ونحن في القرن الإفريقي كما تعرف مهددة بالتصحر والجفاف، وكلنا ننظر إلى المساهمة والوقوف ككتلة واحدة، إثيوبيا، وجنوب السودان، وجيبوتي، وإيرتيريا، وصوماليا، وحتى الكينيا.

فإن هذه المناطق كلها مهددة بعملية التصحر والجفاف المتكرر بسبب تغير المناخ. وهذه الفكرة فكرة مشجعة جدا. ونحن ماشينا فيها، كما أنها تجربة ناجحة. وهناك سبب ثان، وهي إعتماد وزاءة البيئة لحكومة جنوب السودان، ولذلك، نحن ساعين فيها ونجتهد لشأن أن نقوم بتحقيق المبادرة لغرس حوالي مليون شتل الأشجار عبر وزارة البيئة لجنوب السودان.

وكان قد ذكر جهاز الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي، حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إثيوبيا وجنوب السودان فإنهما سيعزز الشراكة الاستراتيجية التي تسمح لهما بتبادل المعلومات عندما تكون هناك تغييرات تتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في القرن الأفريقي وأفريقيا. كما ستلعب دورًا مهمًا في ضمان تنفيذ الأنشطة التي يتم تنفيذها خاصة على الحدود والمناطق الأخرى بشكل يحمي الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لمواطني البلدين.

وفي رسالته الأخيرة أعرب سعادة السفير مورغان: عن تمنياته بمناسبة حلول العام الجديد لحكومة وشعوب إثيوبيا الصحة والسلام والتنمية والإزدهار. ” وكل عام وأنتم بخير”

 وهكذا، فإن علاقات الدول تزدهر وتتطور للتكامل الإقليمي في جميع المناحي، وذلك، بتعزيز الشراكة وتطوير علاقات الصداقة والتعاون فيما بينها. وهذا، ما أظهره نموذج العلاقة بين إثيوبيا ودولة جنوب السودان. كما أن التقدم والتنمية الاقتصادية للدول المجاورة سيخلق علاقات تجارية وتعاوناً في مختلف القطاعات.

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *