في فبراير عام 2012 أعلن زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري انضمام حركة الشباب الإسلامية المتطرفة بالصومال إلى التنظيم الإرهابي، وذلك في شريط مصور بث على مواقع إسلامية إلكترونية. وكان المتمردون الشباب اعلنوا العام 2009 ولاءهم لاسامة بن لادن في شريط مصور.
وأكدت الولايات المتحدة على أن “حركة الشباب، التي صنفتها منظمة إرهابية أجنبية في مارس2008، هي واحدة من أخطر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، ولا تزال تهدد السلام والأمن والاستقرار في الصومال وكينيا“.
أثار الهجوم العسكري الذي شنّته حركة الشباب الارهابية في يوليو، مرتبطة بتنظيم “القاعدة“، في يوليو الماضي، في مناطق عدة في الإقليم الصومالي في إثيوبيا منيت بالفشل الزريع، موجة من التساؤلات حول إمكانية تسلل عناصر الحركة إلى عمق إثيوبيا، وتنفيذ هجمات مشتركة مع قوميات إثيوبية متمردة على الحكومة المركزية.
والغريب في الامر هو ان جبهة تحرير تجراي في الوثيقة التي تم تسريبها مؤخرًا والتي أعدتها، هي دليل لا جدال فيه على تحالف الجماعة الغادرة مع الحركات الارهابية لتدمير الدولة الإثيوبية هو الذي سمح لحركة الشباب الارهابية اختراق الاراضي الاثيوبية عن طريق الاقليم الصومالي الاثيوبي . وأشارت الوثيقة المسربة لجبهة تحرير تجراي إلى أن الجماعة لديها خطة لتوسيع تعاونها مع حركة الشباب الصومالية الارهابية من أجل إضعاف الحكومة الفيدرالية وخلق الفوضي.
وتشرح الوثيقة خطة الجماعة الإرهابية لإثارة الفتنة بين الشعب الإثيوبي وإحباط معنويات مجتمعات عفار وأمهرا بتصوير تجراي كمنطقة مثالية بينما العكس هو الصحيح في المنطقة.
كما أشارت الوثيقة إلى أن العمل مع النشطاء والعملاء الذين يتقاضون رواتبهم لتنفيذ حملة تضليل وزعزعة استقرار الدولة الإثيوبية وإضعاف الاقتصاد وتفاقم المظالم العامة هي أهداف أخرى خططت لها الجماعة الإرهابية لتحقيقها بالتعاون مع مجموعتي شني وحركة الشباب الارهابيتين.
والهجمات الأخيرة التي شنتها حركة الشباب في إثيوبيا هي مؤشر واضح على رغبة الإرهابيين في الجبهة في السيطرة على السلطة المركزية باستخدام أي وسيلة ضرورية . وبالفعل فإن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الإرهابية واصلت مهاجمة القرى وقتل المدنيين الأبرياء ومجاز ماي كدرا وقالا كوما وولقايت صغدي، والاغتصاب لم يسلم منه العجزة والراهبات والحداثة في منطقة شوا روبيت وغيرها من مناطق امهرا، بالإضافة إلى النهب وتدمير الممتلكات والمدارس في الاقليم العفرى واقليم امهرا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في الإقليمين وليس هذا فحسب بل سرقة المواد الغذائية مؤخرا من سكان تجراي الذين اصبحوا مهددين بالجوع والمعاناة من ابناء جلدتهم الذين يبحثون عن السلطة باي ثمن، يا للعار والخزي من الخيانة العظمى التي تمر بها البلاد.
وبالنسبة للبروفيسور دريسي جيتاتشو، زميل علم الاجتماع في جامعة ايونا نيويورك تتعاون جبهة تحرير تجراي الإرهابية مع أي شخص لزعزعة استقرار البلاد، وليس هذا فحسب بل إنه نظرًا لهذا مع قوى مختلفة، فإنها ترتبط الآن بحركة الشباب لزعزعة استقرار البلاد وإضعاف الحكومة المركزية واستبدالها من خلال العمل مع جماعة شني الإرهابية من جهة والشباب الارهابية من جهة أخرى.
وقد توسعت الآن التحالف الثنائي الذي تم إنشاؤه مسبقًا بين حركتي “شني” و”الشباب” إلى تحالف ثلاثي مع توسط شني بين جبهة تحرير تجراي وحركة الشباب والادلة تؤكد بأن هذا التعاون كان منذ ان كانت هذه الجبهة في السلطة كانت تقدم لحركة الشباب الاسلحة وعبر السفن الاثيوبية حسب ما اكده في تلك الفترة السفير سليمان ددافو.
وأشار مقال نُشر في هورن ريفيو إلى أن هناك مصلحة واضحة ومتبادلة بين جبهة تحرير تجراي وحركة الشباب، لا سيما في تبادل الخبرات.
وقال سلاح الجو الإثيوبي إنه أسقط طائرة تحمل أسلحة لجبهة تجراي، بعد أن دخلت المجال الجوي للبلاد قادمة من السودان. وأن الطائرة تابعة لمن وصفهم بالأعداء التاريخيين لإثيوبيا وهم الذين يدعمون حركة الشباب حسب مخططهم لزعزعة استقرار اثيوبيا وتعطيل مشروع سد اباي. إذا علي المجتمع الدولي التحري ومتابعة هذه المجموعة والدول التي تقف وارء هذا الدعم ومعروفة جيدا لدينا في اثيوبيا.
فحركة الشباب الصومالية حينما زحفت نحو إثيوبيا لفرض وجودها في الإقليم الصومالي بقوة السلاح لم يكن ذلك اتجاها لتعويض خسائرها في الصومال– كما يتردد– بقدر ما هو تنفيذ لإستراتيجية القاعدة وخططها ووفاء لتنفيذ «وصيًة» بن لادن لبناء خارطة انتشار جديد علي نطاق أوسع حسب راي الخبراء والمتابعين لشان القرن الافريقي.
وتشكل هذه الظواهر أبرز نسخ الجريمة المنظمة عابرة الحدود يتكامل معها الإرهاب ممثلاً في عدد من الجماعات المسلحة «عالية الخطورة» في مقدمتها حركة شباب الصومالية الارهابية وجبهة تحرير تجراي الارهابية وغيرها من الجماعات التي تنشط في شرق افريقيا . وحذرت إثيوبيا من تحالفات بين جبهة تحرير تجراي -التي صنفها البرلمان الاثيوبي بمنظمة ارهابية -وجهات وصفتها بخلايا إرهابية عالمية تشكل تهديدا لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.
واخيرا رغم ان المجتمع الدولي قام بتنصيف حركة الشباب الصومالي بالارهابية..فلماذا اليوم يلتزم بالصمت ؟! ولماذا لم يقوم المجمتمع الدولي بتصنيف الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بالارهابية بعد ان قامت بقتل وتشريد واغتصاب وزج الاطفال في اتون الحرب واشعال حرب ثالثة في اثيوبيا بالرغم من مساعي الحكومة الاثيوبية لدفع الجبهة نحو السلام والحوار؟!
ولهذا، فإن علي المجمتع الدولي ان يتحرك قبل ان يستفحل الامر وينتشر الارهاب في ربوع القرن الافريقي وحينها لا ينفع البكاء والندم!!