*نجاح الملء الثالث لسد النهضة مفندا إدعاءات دولتي المصب بأنه يضرهما
*فائدة سد النهضة الاثيوبى لمصر والسودان بشهادة أهلها
جوهرأحمد
منذ بدء مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير ،تعمل إثيوبيا عن قرب وبحسن نية مع السودان ومصر لحل النزاعات وخلق الثقة المتبادلة. وشهدت المفاوضات الثلاثية بعض التقدم مع توقيع إعلان المبادئ ومذكرة التفاهم في عامي 2015 و 2017 على التوالي.
لكن الدول الثلاث فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة بسبب سوء تصرفات دول المصب والمطالبة بشروط تعجيزية في بعض الحالات ، وحاولت الدولتان ولاتزالان ، خاصة القاهرة , تسييس وتدويل المسألة الفنية ورفعها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربيةووآخرهاخطاب وزارة الخارجية المصرية مؤخرافي نهاية يوليو الماضي .
ظلت مصر تبتعد عن المفاوضات وتحاول التآمركعادتها في الستينات والسبعينات والثمانينات مع خصوم داخليين وخارجيين مستغلة الأوضاع الداخلية في إثيوبيا لوقف المشروع الذي لا يمكن إيقافه أبدا لأنه خطا خطوة يستحيل عرقلته علما أنه محطة للطاقة الكهرومائية وليس مشروعًا سياسيًا,وأن تسييس لسد وتدويله سوف يضرأكثر من استخدامه.
وتحاول مصر أشراك طرف ثالث في المفاوضات ولا تفوت فرصة في أي اجتماع مع أي مسؤول أجنبي إلا وتتطرق وتثير قضية سد النهضة وتربك المجتمع الدولي بخطاب بعيد عن الحقيقة على أرض الواقع والدعاية الكاذبة بأضرار السد وتأثيراته عليها بعكس ماأثبته الملء الثالث للسد وفضح ادعاءاتهم البعيدة عن الحقائق التي ملأت وسائل الإعلام .
بعض الدول والمؤسسات المالية الدولية لا تزال تتبنى موقف مصر وتتأثر بآرائها على الرغم أن هدفها المنشود لم يتحقق بسبب موقف إثيوبيا الثابت و السليم . تعارض مصر تحرك إثيوبيا للاستفادة من المشاريع التنموية على نهر النيل منذ بدء بناء سد النهضة. وكانت تروج أن السد يهدد أمنها المائي. لتحقيق هدفها ، نشرت مصر دبلوماسيين مختلفين لترديد رواياتها الكاذبة وتشويه السد.
ويعتقد السفير دينا مفتي الذي كان سفيرا لإثيوبيا لدى القاهرة لمدة عام ، أن القضايا المتعلقة بسد النهضة أو نهر النيل يساء فهمها من قبل بعض المصريين ويتم تشويهها عن عمد. وهناك مصريون يعتقدون أن النيل ينبع من بلادهم. ربما تكون مثل هذه المفاهيم الخاطئة قد عززت حججًا لا داعي لها مع إثيوبيا بشأن النيل. في الواقع ، تستخدم الحكومة المصرية بعض الحلفاء الغربيين للمطالبة بالموارد الطبيعية لإثيوبيا.
ووفقا للسفير دينا فإن كل الدول الغربية لا تمارس ضغوطًا على إثيوبيا. هناك دعم من البلدان الأفريقية كما يتضح من خلال حركة “لا مزيد”. وأن التعاون بين الدول الأفريقية فيما يتعلق بمقاومة الضغط من أي ركن سواء كان غربًا أو شرقًا مهم جدًا لمبادئ الاحترام المتبادل. وبحسب السفير دينا ،فإن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، واحترام سيادات الدول الأخرى ، يجب أن يحترمه أي شخص ، سواء كان ذلك من دول الغرب أو الشرق. ومع ذلك ، يجب ألا يؤثر التعاون الثنائي على المصالح الوطنية للدول الأخرى وسيادتها.
وينطبق الشيء نفسه على هذا الالتزام لأنه يشكل تهديدًا للمصالح الوطنية السيادية لإثيوبيا المتمثلة في استخدام مواردها الطبيعية لتحقيق المنفعة الاقتصادية والتكامل الإقليمي. بدلاً من ذلك ، يحتاج كلا الطرفين إلى دعم البناء السريع لسد النهضة لأنه مشروع مربح للجميع لإثيوبيا ودول المصب الأخرى في تنظيم تدفق المياه ، وتجنب ترسب الطمي ، والحصول على الطاقة بسعرمنخفض.
وفي هذاالسياق “شهد شاهد من أهلها” حيث يقول كاتب من دولة المصب مصر وهو الكاتب محمد سعد عبد اللطيف في مقال له نشر في صحيفة رأي اليوم اللندنية بتاريخ 8-8-22 بعكس الحملات الشرسة التي تشنها مصر على سد النهضة بعنوان”فائدة سد النهضة الاثيوبى للسودان ومصر وأضراره المحتملة لها ؟”
فائدة سد النهضة الاثيوبى لمصر؛-
كثر القيل والقال عن خطورة سد النهضة الاثيوبى على الزراعة فى مصر وذلك بدون اى دليل على ذلك. اولا : سد النهضة سيضيف الى سعة بحيرة السد العالى《74مليار متر مكعب بالاضافة الى “140مليار متر مكعب فيها” . وبذلك يقى مصر من سنوات انخفاض إيراد النيل الأزرق والتى وصلت الى / 25 مليار متر مكعب / بدلا من متوسط (49 مليار ) متر مكعب سنويا. وقد حدث ذلك فى الثمانينيات لمدة(11) عاما وليس”7 اعوام ” كما فى ايام سيدنا يوسف. وقد ادى السد العالى دوره فى هذه الأعوام فلم تنخفض الرقعة الزراعية فى هذا الوقت بمخزونه من المياه واذا حدث هذا السيناريو ثانيا؛-سيقى مخزون سد النهضة” 47″ مليار متر مكعب من المياه من الحد من مساحة الأرض الزراعية ، خصوصا ان حاجة الأرض الزراعية للمياه زادت من 7،5 مليون فدان الى حوالى (9) مليون فدان ارض زراعية او اكثر فى حالة تنفيذ الدلتا الجديدة فى الغرب. وايضا الحاجات المدنية للمدن زادت من /2/ مليار متر مكعب فى الثمانينيات الى( 12 مليار )متر مكعب الأن.
ثانيا: -سيتم تخزين مايزيد عن سعة بحيرة السد العالى من المياه فى بحيرة سد النهضة. وقد خسرت مصر فى اواخر التسعينيات (40) مليار متر مكعب من المياه بإلقائها فى البحر الأبيض ومفيض “توشكى” وايضا العام الماضى القت وزارة الرى ( 19) مليار متر مكعب فى مفيض توشكى وضخ المياه فى الصحراء حوله وايضا فى البحر الأبيض خوفا من انهيار السد العالى لأن مستوى المياه وصلت الى اقصى حد فى التخزين وهو مستوى (182متر فوق سطح البحر ) وقد رفض وزير الرى زيادة مساحة الأرز الى / 3 مليون فدان / كما نصحه خبراء وزارة الري لاستعمال تلك المياه بدلا من إهدارها. ،
ثالثا: سيقل البخر فى بحيرة السد العالى الى 7،5 مليار متر مكعب بدلا من (10 مليار متر مكعب ) حاليا لانخفاض مساحة بحيرة السد العالى وبذلك نوفر (2،5مليار متر مكعب يمكنهم رى نصف مليون فدان زيادة على المساحة المزروعة حاليا).
وماهي مزايا سد النهضة للسودان ؟
صرح العالم المصري الدكتور خفاجي / ومن مزايا سد النهضة للسودان أنه سيمنع غمر فيضان النيل الأزرق لمنطقة الجزيرة اذا كان الفيضان فوق المتوسط وهذا يحدث كثيرا، وكما كان يحدث فى اراضى رى الحياض فى صعيد مصر قبل بناء السد العالى. وبذلك تستطيع السودان ( زراعة 5 مليون فدان فى ولاية الجزيرة مرتين فى العام بدلا من مرة واحدة) . وستستهلك هذه الخمسة مليون فدان 4 مليار متر مكعب من المياه فقط لأن الفدان سيستهلك / 800 متر مكعب مياه فقط . لأن هذه المنطقة يهطل عليها امطار بواقع/ 600 مم/ كل عام ولاتحتاج لرى غزير. وهذا لن يخفض من ايرادات النيل الأزرق لمصر لأنه تقريبا يهدر سنويا ٠ (10) مليار متر مكعب من المياه نتيجة لغمر ولاية الجزيرة بالمياه ، أو ستستفيد مصر من /6 مليارً متر مكعب بعد منع الغمر لولاية الجزيرة نتيجة لانشاء سد النهضة. بالاضافة لذلك لن يغمر النيل الأزرق العاصمة” الخرطوم” كما يحدث فى سنوات عديدة. وستعطى أثيوبيا السودان /1200 ميجاوات كهرباء وستعطى مصر/ 2000 ميجاوات ( تساوى انتاج كهرباء السد العالى) باسعار زهيدة بالنسبة لتكلفة انتاج الكهرباء الحالية بالغاز الطبيعى الذى ارتفعت اسعاره الى اربعة اضعاف نتيجة للحرب الروسية الاوكرانية. وتستطيع السودان زراعة المحاصيل الشتوية فى الخمسة مليون فدان مثل فول الصويا وخلافه.
على أي حال ، لن تتأثر الخطوة الدبلوماسية التعاونية لإثيوبيا بشأن سد النهضة بمثل هذه التحركات غير المسؤولة سواء من مصر أو أوغيرها وفي تقريره الأخير للبرلمان ، أعرب رئيس الوزراء أبي أحمد عن رغبة إثيوبيا في العمل بشكل تعاوني ومن خلال التفاوض مع الشقيقيتن المصري والسوداني.قائلا“ليست لدى إثيوبيا رغبة في إيقاف تدفق مياه ا النيل ، بل توليد الطاقة. وسيستفيد الجميع إذا عملنا معًا ومن خلال المفاوضات. إذا قامت إثيوبيا بتوليد الطاقة وأنتج السودان الغذاء من خلال الري ، فإن تقاسم الطاقة والغذاء سيكون أكثر فائدة للجميع” .
كما حث رئيس الوزراء دول المصب على الانضمام إلى اتفاقية الإطار التعاوني (CFA) بشأن الاستفادة من مياه النيل لأنها تعود بالفائدة على الجميع ،
ووفقًا لرئيس الوزراء فإن إثيوبيا ثابتة في موقفها لسنوات حتى الآن لحل القضايا الخلافية من خلال المفاوضات الدبلوماسية واتباع نهج يربح فيه الجميع .و شرعت طواعية في المفاوضات الثلاثية حول السد مباشرة بعد إطلاق المشروع. كما يسير بناء السد بشكل جيد نجح أيضا الملء االثالث بشكل جيد . والخيارالوحيد بالنسبة للسودان ومصر هو العودة إلى المائدة المستديرة وحل القضايا العالقة والاستفادة من نهر النيل المشترك بشكل متساوٍ وعادل وبدون تسييس وتدويل.