تقرير سفيان محي الدين
إن عيد الأضحى هو أحد العيدين، الذي يحتفل المسلمون به في جميع أرجاء العالم، ويصادف يوم العاشر من ذي الحجة، بعد يومٍ واحدٍ من وقوف الحُجاج على جبل عرفة، وينتهي بيوم الـ13 من هذا الشهر، ويُذكّرنا أيضا هذا العيد بقصّة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل، امتثالاً لأوامر الله، واقتداءً به شرعت ذبح الأضاحي بيوم العيد.
وفي مشهد مهيب، يتوافد مئات الآلاف من المصلين من كل فج بالعاصمة، منذ ساعات الصباح الباكر، بأزيائهم الزاهية عبر الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الاستاد، وسط تنظيم وترتيب دقيق من قبل الشباب والمنظمات الخيرية التي عادة ما تقوم بالإعداد والترتيب للمناسبات الدينية لمسلمي إثيوبيا، بزيهم المميز وشاراتهم التي زُينت بالأهلة كرمز إسلامي.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال الشيخ حسن نوري شيخو العالم والمدرس وإمام مسجد في مدينة أداما وعضو في هيئة العلماء والفتوى في العلوم الشرعية إن فوائد الحج للحجاج كثيرة و هناك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: (بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمس: شَهَادة أنْ لا إلـه إلا الله وأَنْ محمدًا رَسُول الله، وإقام الصلاةِ وإيتاءُ الزَكـَاةِ، وصَوْمُ رَمَضَــان، وحَجُ البيْتِ وهو عبادة لا يكلف بها المسلم أو المسلمة إلا مرة واحدة في العمر، وهي لمن استطاع.. أي أن هناك ملايين من المسلمين على مر العصور لا يتمكنون من أداء هذه الفريضة لعدم الاستطاعة.. حتى من يستطيع أن يؤدي هذه الفريضة، فأغلبهم يؤديها مرة واحدة؛ أي أن هذه الفريضة لا تأخذ من وقت المسلم ومن حياته -إذا أداها- إلا وقتًا قليلاً جدًّا لا يتجاوز الأسبوعين في أحسن الأحوال
واضاف الشيخ حسن إن الحج يعبر عن الوحدة بين المسلمين: ولعل من أعظم فوائد الحج للحجاج وغيرهم ،هو الشعور بإحساس الأمة الإسلامية الواحدة، وهي الأهداف الرئيسة للحج، ولن يتواجد هذا الشعور والخلاف والشقاق بين المسلمين هذه الأيام، فتجده بين أبناء البلد الواحد، والمدينة الواحدة، بل وبين أبناء البيت الواحد أحيانًا.. لذلك فقد تكون هذه الأيام العشر فرصة لغير الحاج ليجتهد في توحيد المسلمين في محيطه، وقد يساعدك في هذا الأمر أن تسعى لتحقيق هذه الأمور: أولاً، بر الوالدين.. فبرهما وطاعتهما مقدمة على كل شيء ما داما لم يأمرا بمعصية؛ وتذكر أنك تريد الحج حتى تدخل الجنة، والوالدان يمكنهما أن يدخلاك الجنة. ثانيًا، صلة الرحم.. فأنت بصلتك للرحم تكون أهلاً لأن يصلك الله عز وجل، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ، لكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها). ثالثًا، الأصحاب والجيران، ودوائر المجتمع المحيطة بك، ونذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا، أو زار أخًا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً.
و ذكر الشيخ حسن :إن إكثار الصدقة لمساعدة المساكين والفقراء في هذه الأيام المباركة له فضل وأجرعظيم قال تعالى: (وما تنفقوا من خيرٍ فلأنفُسِكُم ومـا تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خيرٍ يوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون)، فهذه الأيام أيام سعادة، وفقراء المسلمين في أمس الحاجة إلى السعادة في هذه الأيام.. فأكثر من النفقة واحتسب أجرك إلى الله.
وأشار الشيخ حسن إلى أن ذبح الأضحية، هي ما يُشعر المسلم بجو الحج تمامًا.. ويكفي أن أذكر هنا حديثين للنبي صلى الله عليه وسلم، أولهما قوله: (ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله تعالى من إراقة دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها، وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض.. فطيبوا بها نفسًا). الحديث الثاني رواه ابن ماجه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: (سنة أبيكم إبراهيم)، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة حسنة)، قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة من الصوف حسنة.
وقال الشيخ حسن أنه يجب ان تكون الذبيحة سليمة وأن تتصف بخلوّها من الإصابة بعيب في اللحم والشحم، كالمرض الواضح والعرج والعمى ولا مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة ولا مقطوعة الذنب ولا منتنة الفم، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا)، وعلى المُضحّي أن يحرص على اختيار الأضحية الطيّبة، فيُقدّم الأضحية. …
وخلاصةالقول :أن الـدعـاء في هذه الأيام المباركة أهمية كبيرة في قبول الدعاء وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا من قيمة الدعاء، فقال: (إن الدعاء هو العبادة)، ويقول الله سبحانه وتعالى: (بقوله وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، وإذا كان للحجاج فرص عظيمة لاستجابة الدعاء: في مكة، وفي الطواف، وعند رمي الجمرات.. وغيرها، فإننا لدى غير الحاج فرص كثيرة أيضًا، منها: الثلث الأخير من الليل، وعند السجود، وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء)؛ وعلى أية حـال فإن الدعاء يكون في كل حال، وفي أي وقت، والأيام العشر كلها أيام عظيمة مباركة ، وأيضاقراءة القرآن: نعمة كبيرة جدًّا أن يمن الله علينا بحب قراءة كلامه سبحانه وتعالى، وفي قراءة القرآن فضل وخير كثير.. اقرأ القرآن ولك بكل حرفٍ فيه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها؛ بل من الممكن أن تختم القرآن كله في هذه العشر.. نعم صعب، لكن ليس مستحيلاً، اعتبر نفسك ستحج، كنت ستقتطع أسبوعين للحج، الآن اجعل ساعتين فقط يوميًّا لقراءة كتاب الله وبذلك تتمكن من ختم القرآن كله خلال هذه الأيام بإذن الله.