العلاقة بين إثيوبيا والسودان تقوم على حسن الجوار وهذه حقيقة وليست مجرد شعار أو كلام على ورق بل هي حقيقة ماثلة في مختلف نواحي الحياة فالشعبان مرتبطان منذ آلاف السنين ثقافياً ودينياً وحضارة ونسباً وأساس العلاقة بين الدول هو صداقة الشعوب.
و تمتد جذور العلاقات الإثيوبية السودانية الي تاريخ وجود الإنسان على الأرض منذ أكثر من 5000 عام قبل الميلاد.
و لقد تمتع شعبا دولة السودان وإثيوبيا بحضارات مدهشة في حد ذاتها، فكلى الشعبين اصحاب حضارة وتاريخ ضارب ولديهم حدود متداخلة مشتركة تمتد الي حوالي 1500 كيلو متر وتنحدر عبر هذه الحدود المشتركة العديد من الأنهار على رأسها يوجد نهر النيل الأزرق.
و تميزت العلاقات السودانية الاثيوبية على مر التاريخ بالترابط والتطور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وقد انعكست هذه الأوضاع على شعبي البلدين، ولا يشعر المواطن في أي من البلدين بانه أجنبي في البلد الآخر.
ومع ذلك،مرت العلاقات بين البلدين بعدة مراحل، وهي جيدة في بعض الأحيان،لكن تحكمها التوترات في أحيان اخري.
وعندما هاجم الارهابيون في جبهة تحرير تجراي قوات الدفاع الاثيوبية ووضعوا البلاد في مأزق استولت قوات الجيش السوداني على الأراضي الاثيوبية .
وكما يعلم العالم بأسره وشعبنا ، تدرك الحكومة الاثيوبية أن العلاقة بين شعبي البلدين هي أكثر من مصالح الحكومات التي تأتي وتذهب لذلك قررت حل القضية بالطرق السلمية وليس بالقوة وهي تتابع الوضع بصبر وتأني .
وهو ما اكده رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد الذي اكد علي إن الشعبين السوداني والأثيوبي إخوة وان هنالك بعض المشاكل بين السودان وأثيوبيا ، ومع ذلك أكد رئيس الوزراء على أنه يتوجب الشعبين التكاتف والتعاون في مواجهة وحل هذه المعضلات.
وأشار رئيس الوزراء بأن هناك الكثيرون ممن يريدون للشعبين أن ينزلقا في إقتتال بعضهما البعض.
وأضاف بأن هذه الأطراف- سواء كانت من الحكومات أو غيرها ، لن تجني أي فائدة من تأجيج الفتن بين الشعبين.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الخيار هو السلام بين الشعبين والبلدين الشقيقين ، وأن يسود بينهما الثقة المتبادلة.
وأكد على أنه لا يجب أن تقوم فيما بين الشعبين مواجهات بسبب ضغوطات خارجية وأنه عليهما السيطرة على أعصابهم؛ والتحلي بضبط النفس وذلك من أجل المصالح المشتركة ومبادئ حسن الجوار.
وأضاف ” لا يجب أن تقوم بيننا عداوات بل يجب أن نكون شركاء في التنمية وأن ننهض معا“.
وتابع ” نحن نكن كل الإحترام للشعب السوداني الشقيق ، ونؤمن بأن السودان وأثيوبيا قادران على حل جميع المشاكل والصعاب التي تواجههما بروح الأخوة الدائمة وحسن الجوار
إن محاولات حل قضية الأراضي بين البلدين بالقوة ما هي إلا مقامرة سياسية لانه لم يكن هناك من قبل حل دائم من خلال إراقة الدماء بين الدول والشعوب.
وبالنسبة لشعوب مثلنا تعيش في فقر مدقع ، من الصعب تخيل التكلفة والخسائر التي يمكن ان تنتج عنها المشكلة.
وقد عملت الحكومة السودانية بعد الاستيلاء على الاراضي الاثيوبية على مهاجمة المزارعين الاثيوبيين ومصادرة ممتلكاتهم وطردهم من اراضيهم.
وتعمل القوي والجماعات الأجنبية على بذل جهود لإثارة الاضطرابات والنزاعات في المناطق الحدودية بين البلدين في شهر يونيو حيث تعتقد أنها ستحصل على مكاسب سياسية.
ويجب علي البلدين العمل على حل المشاكل سلمياً ، مع مراعاة علاقات الجوار والأخوة الطويلة الأمد بين الشعبين.