دور البحوث في حل  المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

 

عمر حاجي

 

يعتبر مجتمع المعرفة من أهم أولويات العالم المتحضر الحديث بكل جوانبه وأبعاده، وبناء مجتمع المعرفة من أهم أولويات البلاد. حيث إن البحث العلمي هو محور المجتمعات والنواة التي تقوم عليها الدول المتقدمة والدول النامية، حيث تتسارع الدول في اكتساب أسبقية العلم.

وتكرس كل دولة اهتمامها لخدمة العلم وتوسيع نطاق البحث العلمي، حيث تمكنت من الخروج من ظلام الجهل إلى النور والمعرفة، وأصبح هدف الجامعة الأساسي هو بناء مجتمع معرفي يقوم على البحث والتطوير بعيدًا عن الجهل.

ومن هنا تقوم إثيوبيا بتسخير كافة إمكانياتها واستكمال مؤهلاتها للحصول على العلوم والبحث العلمي، وتخصص جزءًا من الناتج الإجمالي المحلي من إيراداته لخدمة العلم والعلماء. وقد أصبح البحث العلمي الأساس الذي يقاس عليه تقدم المجتمع وتطوره. حيث توجد علاقة قوية بين زيادة إعداد الباحث العلمي للبحث العلمي وتطور المجتمع الذي ينتمي إليه الباحث العلمي.

ومن هنا تتبنى جامعة دبر برهان البحث العلمي لما له من دور كبير في خدمة التنمية المستدامة، وأن يتلاقى التفكير والتخطيط للبحث العلمي مع سياسات الدولة نحو دعم وتنمية القدرات، وتوجيه الإمكانات المتاحة لخدمة قضايا التنمية والمجتمع. كما أن البحث الذي تجريها الجامعات الإثيوبية يجب أن تكون قادرة على إحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية تتعلق بحياة الإثيوبيين.

ومن هذا المنطلق، أطلقت جامعة دبري برهان ندوة لبحوثها السنوية الثانية عشرة حول البحث الوظيفي من أجل التغيير الاجتماعي. وفي هذا الصدد: ذكر الدكتور صموئيل كفلي وزير الدولة بوزارة التعليم، بأنه يجب أن تكون الأبحاث التي تجريها الجامعات الإثيوبية قادرة على إحداث تغيير اجتماعي يتعلق بحياة الإثيوبيين، وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحالية.

وقال الدكتور صموئيل: إن النقطة الأساسية للتقييم لدى التفكير والتصميم وتنفيذ إجراء البحوث يجب أن تكون حول كيفية تغيير حياة المجتمع. حيث إن البحوث هو مزيج من الناس والتقنيات. كما يجب أن تركز هذه البحوثات على إنتاجية القمح، وتحسين صحة الحيوان، وتحسين إنتاج اللحوم، والكفاءة الصناعية والفعالية من حيث التكلفة، والقدرة على التنافس، وتحسين النظم الصحية.

وقال الدكتور صموئيل: إنه إذا لم تحل البحوثات الجامعية المشكلة السياسية التي نواجهها، فستُعزل الجامعات عن المجتمع. ولمنع هذا، يجب ربط البحوثات بالمجتمع. وضرب مثالا على ذلك: يقول الأطباء: إن البحث يجب أن يحل محل البشر: وإنه إذا لم يتم الجمع بين البحث والهندسة والاقتصاد والضرائب ولم يدرك مشاكل المجتمع فلن يحدث فرقًا. ولهذا، فإن على الجامعات يجب أن تنظر إلى أبحاثها من زوايا عديدة حيث لا يمكن تطبيق البحوث ما لم يكن شاملاً.

ومن جانبه قال الدكتور نغوس تاديسا رئيس جامعة دبر برهان في حوار تم الإجراء معه: إن المركز يعمل مع الحكومة المحلية لزيادة تعزيز مركز المعرفة الصيدلانية والسكان الأصليين في أنكوبر، مشيرا إلى أن البحث العلمي الذي كان طويل الأمد في استخدام العلاجات العشبية وصل إلى المرحلة النهائية من البحث التجريبي. كما أن الجامعة تبدي استعدادها لإجراء الأبحاث حل المشكلات المختلفة.

وذكر الدكتور نغوس، أنه لا يزال بحثنا يكتسب زخمًا حول مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان بمشاركة المعالجين التقليديين. كما أن الجهود جارية لحماية وحفظ وإعادة إنتاج عدد كبير من النباتات الطبية المهددة بالانقراض بحسب ما ذكره رئيس الجامعة. وأن حكومة إثيوبيا قد أصلحت نظام التعليم، وخاصة التعليم العالي. وتتاح الآن للجامعات والأكاديميين فرصة كبيرة لإجراء أبحاث حول حل المشكلات المختلفة. نظرًا لأن مشاكلنا لم يتم بحثها حتى الآن. وإن مجتمعنا يستحق بحثًا تطبيقيًا شاملاً يمكن أن يساعد في التخفيف من المشكلات الحالية.

ووفقاله، فإن الحكومة الإثيوبية والمحلية ملتزمة بتعزيز البحث التطبيقي. وقد حان الوقت لاستغلال فوائد ثورة التكنولوجيا وتغيير نمط حياة البشر بعد ظهور التكنولوجيا. ولهذا، علينا أن ننضم إلى مجتمع البحث العالمي للمساهمة والتنافس مع التطورات الناشئة.

كما صرح رئيس الجامعة أيضًا، بأن العديد من الأبحاث التطبيقية يجريها الأكاديميون العاملون في الجامعة. وقد تم تصنيفنا كجامعة علوم تطبيقية من قبل وزارة التربية والتعليم. ولذا، فإنه سيكون من المفيد حقًا تغيير النظام الذي كنا نعمل عليه من قبل. وبناءً على ذلك، سنجري بحثًا يلائم سبل حياة وعيش المجتمع. ولذا، فقد تم إجراء الأبحاث الطبية بناءً على المعرفة المحلية، كما تم إظهار نتائج ملموسة بما في ذلك مرض السرطان. ونتمنى أن يتم اختبار التجارب النهائية في أقرب وقت ممكن، ثم سنكشف النقاب عن أبحاث تطبيقية متميزة للجمهور.

ومن الفوائد التي أوجدتها بحوث الجامعة مما هو موجود فيما سبق؟ قال الدكتور نغوس: فقد خلقت الجامعة فرصة كبيرة بالتركيز على إيجاد كثير من النتائج عبر الإستثمار عن طريق التنسيق والعمل الجماعي الموثق بدلا من التفرق والعمل الإنفرادي هذا أولا. وبالتالي: التركيز على ما هو مناسب مع بيئة المنطقة المحلية، والإستفادة من الإمكانيات الموجودة فيها ما هو مفيد على مستوى المنطقة والبلاد.

وذلك بتوفير خلق الكوادر والمهنيين بتحديد وفرز البحوثات، سواء كان فيما يتعلق بمجال الزراعة، والهندسة والإستثمار، وتحسين الزراعة، والصحة، والصناعة وتحسين الإنتاجية والمنتجات الصناعية، والتجارة، وحل المشكلات الصناعية. وذلك، بإجراء الحوار مع الإدارة المحلية، والصناعات الموجودة، والمجتمع، لحل مشاكل المجتمع المحلي. على سبيل المثال لا لحصر نجري بحثا على الثقافة المحلية كأنكوبر من الأدوية العشبية التقليدية عبر دمج الثقافة المحلية مع الثقافة العصرية أو الحديثة وتنميتها، فضلا من إستفادتها كأدوية، وجعلها مستفيدة على مستوى إفريقيا.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *