قرية كونسو الطبيعية الساحرة جاذبية نادرة ومناظر خلابة

 

سمراي كحساي

 

تتميز إثيوبيا بمقومات طبيعية تجعلها تتربع على رأس الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم، حيث تقع البلاد على ارتفاع عالٍ يفوق 2400 متر مربع فوق سطح البحر، مما يوفر جاذبية نادرة ومناظر خلابة، كما تتمتع بطقس استوائي جميل ومعتدل طول العام وفوق ذلك تزخر بثرات ثقافي زاخر، إذ لكل إقليم تراثه وعاداته التي يفاخر بها دون تعصب أو احتقار للآخر.

ومن ضمن المواقع السياحية المتميزة في إثيوبيا  قرية كونسو بجنوب إثيوبيا وهى مقصد رئيسى للسياح عند السفر الى اثيوبيا، نظرا لما تمتاز به من أهمية سياحية وتاريخية كبيرة وتم تصنيفها على كونها واحدة من أهم المعالم السياحية الأثرية على مستوى العالم وفقا لمنظمة اليونسكو وتم إدراج قرية كونسو كموقع تراث عالمي عام 2011 .

 وتمتاز القرية بالتصميم الجميل المميز وتحاط بـ 6 جدران من الحجر المميز ويصل إرتفاعها لـ 4 متر، وتشهد القرية إقبالا كبيرا من السياح بفضل ما تضمه من الطبيعة الخلابة والأراضى الزراعية والتلال المميزة بجانب ، مبانى تراثية صنعت من القش، بالإضافة إلى أجمل تماثيل خشبية تنحت للمتوفيين.

يغطي هذا الموقع مساحة 21.23 ميل مربع ويتكون من شرفات مسورة ومستوطنات محصنة. يصور الموقع ثقافة وقيم وهندسة سكان كونسو الذين يعودون إلى أكثر من 400 عام ويظهر كيف تكيفوا مع البيئة الجافة والعدائية في المنطقة.

المدرجات هي السمة الغالبة في المناظر الطبيعية على طول التلال ، لأنها لا تساعد فقط في منع التربة من التآكل ، ولكن أيضًا جمع المياه ، وخلق حقول للزراعة.

يمكن أن يصل طول هذه الجدران المدرجات إلى 16 قدمًا و تم بناء المستوطنات المحصنة على سهول أو تلال عالية لأغراض دفاعية وتحيط بها أي مكان بين واحد إلى ستة جدران من الأحجار الجافة ، اعتمادًا على المدينة.

وتوجد داخل المدينة مساحات ثقافية تسمى موراس ، حيث يقع مركز الحياة لشعب كونسو ووضع علامات على الأحجار تسمى داغا هيلا ، والتي بنيت من خلال عملية الطقوس. إلى جانب المدرجات والمستوطنات ، يتميز الموقع بأعمدة حجرية تميز مرور قادة الأجيال ، وكذلك تماثيل خشبية مجسمة ، تميز أعضاء محترمين في المجتمع أو أحداث بطولية في الماضي.

واختارت اليونسكو هذا الموقع القاحل الممتد على 55 ألف كيلومتر مربع وجلوله الحجرية وتحصيناته “لأنه يشكل مثالاً ساطعاً على تقليد ثقافي حي” يعود إلى أكثر من 400 سنة والذي نجده في تماثيل الخشب التي تشكل “شاهداً رائعاً وحياً على التقاليد الجنائزية التي توشك على الاندثار”.

ويشهد المكان على القيم المشتركة والتضامن الاجتماعي والمعارف الهندسية لهذه الجماعات. ويتضمن أيضًا تماثيل خشبية – عبارة عن مجسمات توضع على مدافن زعماء هذا المجتمع القبلي تجسيدًا لأعمال بطولية – في شهادة حية استثنائية لتقاليد الجنازات التي هي على وشك الزوال. والتماثيل الحجرية في المدن هي تعبير عن نظام مركب يحيي تعاقب أجيال من القادة.

ويسكن قرية كونسو شعب كونسو وهو مجموعة عرقية في اثيوبيا ضمن قبائل جنوب شعوب اثيوبيا التي تضم اكثر من ثمانين قبيلة ، وتتواجد هذه القبيلة حول وادي نهر اومو بالقرب من الحدود الاثيوبية الكينية ويبلغ تعداد سكانها حوالى 4593 نسمة حسب اخر تعداد سكاني في  إثيوبيا  وتتواجد هذه القبيلة في بيئة صعبة وقاحلة ومرتفعة جدا حوالى المنطقة التي تسمي الوادي المتصدع ، وكثيرا ما تتعرض للجفاف والتعرية والانهيارات الارضية ورغم ذلك لا تتخلى القبيلة عن منطقتها .

تهتم القبيلة برعي الحيوانات والزراعة وتربية النحل ولديهم اسواق تقام مرتين في الاسبوع ويهتمون بتجارة الملح ،وهي من القبائل المقاتلة التي تهتم بفنون القتال وخاصة اذا حاولت أي جهة الاقتراب من راضيهم وحيواناتهم ، ولقد عاشت منعزلة عن ماحلوها لفترة طويلة ، وقد اكسبتها بيئتها حماية من أي هجوم خارجي ، نسبة لموقعها المحاط بالمرتفعات والجبال وعورة المناطق ووجودها في مناطق مرتفعة ،وقمم ووديان ، وعرف اهل كونسو ببناء المدرجات والزراعة على المرتفعات والتضاريس الوعرة وعمل المدرجات لحماية التربة من الانجراف والتعرية والتأكل لصعوبة البيئة .

ويعتقد افراد شعب كونسو  ان الموتي لهم حياة خاصة بهم في العالم الاخر لهذا لهم ارث في صناعة اشكال للشخص الميت ،ويتم وضعها على الطرقات والمقابر ،وبعض الاماكن العامة كنوع من الذكري  وتخليدا لبطولات الشخص ،ويتم نحت اشكال على اعمدة من الخشب او الحجارة ،التي يتم نصبها في المناطق العامة واحيانا حول المنزل ،فتجد ان حول بعض المنازل عدد من الاعمدة او النصب ومنها ما يسمي (واقا )وتعني الاب الكبير وهو منحوت خشبي او حجري تخليدا للميت ، ويتم نحت وجوه او اشكال متعددة واحيانا حيوانات بصورة جميلة ، فهم بطبعهم فنانين وتشكيليين ولهم مسلات حجرية ضخمة من الحجارة معروفة بإرث كونسو  ،وهي تعرض حياة الميت عبر كتابات متعددة.

وتشتهر مناطق شعب الكونسو بمواقع مرتفعة وجميلة ولها مناظر ومرتفعات غريبة الشكل لا نها تقع في مناطق الوادي المتصدع فتجد المرتفعات والغابات والجبال المتسلسلة والتي تشكلت بفعل عوالم الطبيعة بأشكال غريبة.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *