الأفوكادو من الفواكه المفيدة للغاية لاحتوائها على كميّة جيّدة من الأحماض الدهنية، وتتميز بلونها الكريمي الدّسم، وتنمو في المناطق ذات البيئة الدافئة وهو ما يتوفر في مناطق جنوب وشمال إثيوبيا بهطول الأمطار الغزيرة.
و بعد أن كان المزارعون يحصرون جهودهم في زراعة المحاصيل دون دراسة مسبقة للسوق، بدأ عدد منهم يعرف كيف يوظّف إنتاجه.
غيّرت فاكهة الأفوكادو نمط حياة المزارعين في شمال وجنوب إثيوبيا مؤخراً، عندما بدأوا ينتبهون إلى استفادة كبرى يمكنهم اقتناصها من هذه الثمرة عبر إنتاج الزيت منها.
وفي إطار رؤية إثيوبيا للاستفادة من المنتجات الزراعية، دخلت شركة “سامبادو” العالمية في عملية إنتاج زيوت الأفوكادو.
وشرعت الشركة الهولندية المتخصصة في تصنيع فاكهة الأفوكادو وتحويلها إلى زيوت في دراسة ميدانية على 40 كيلومتراً مزروعة بأشجار هذه الفاكهة باستخدام تكنولوجيا متطورة وتدريب 20 شاباً.
وبعد نجاح هذه الخطوة انضم حالياً 73 ألف مزارع من منتجي الأفوكادو إلى عملية التصنيع من خلال 50 مركزا للتجميع.
وبالفعل بدأت شركة صن فادو لانتاج زيت الأفوكادو العضوي الممتاز إنتاجها في يناير 2020 وهي شركة هولندية وواحدة من أكبر مصنعي الأغذية العضوية في العالم.
و تقع منشأة معالجة الافوكادو في قلب منطقة زراعة الأفوكادو العضوية في اقليم هواسا في منطقة يرقا الم الصناعيةعلى بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب أديس أبابا.
وقال المدير العام لشركة صن فادو جووست هيج في مقابلة حصرية مع صحيفة -العلم -ان الشركة استثمرت في اثيوبيا لان اثيوبيا يوجد بها الكثير من الأفوكادو وان معظم ثمار الأفوكادو عضوية وهو ماجذب الشركة للاستثمار في البلاد.
واضاف جووست ان زيت الأفوكادو العضوي يتم ارساله إلى هولندا للتكرير ثم بعد ذلك إلى الولايات المتحدة وان صادرات الشركة في في شهري يناير وفبراير بلغت حوالي 1.3 مليون دولار.
واشار الي ان الشركة وفرت حوالي 300 فرصة عمل وكان لها تأثير كبير على الاقتصاد المحلي من خلال شراء كميات كبيرة من الأفوكادو التي ساهمت في زيادة دخل المزارعين.
وقال ان الشركة تقوم بالكثير من الانشطة للمجتمع المحلي مثل (التدريب ، التوظيف ، نقل المعرفة ( وانها بحاجة إلى مزيد من الدعم واستراتيجية أفضل من الحكومة (المحلية) للوصول إلى تطوير الصناعة على المدى الطويل.
واضاف ان الشركة استثمرت حوالي 3 ملايين يورو من رأس المال لبدء المشروع و إقامة المصنع في منطقة يرقا الم في اقليم هواسا.
وقال ان الشركة اجرت بحثا في السوق الدولية و اكتشفت أن هناك نقصًا في زيت الأفوكادو في العالم لذا فإن الطلب على زيت الافوكادو أكبر من العرض في الوقت الحالي.
واشار الي ان السوق الرئيسي للصادرات هو الولايات المتحدة لأن هذا هو أكبر سوق للمنتجات العضوية ، ولكنه ينمو في أوروبا ، وينمو أيضًا في آسيا ، وخاصة بعد كورونا حيث اصبح الناس أكثر وعياً حول الفوائد الصحية للمنتجات العضوية.
وقال ان الشركة تعمل على تصدير حوالي 400 طن من زيت الافوكادو خلال العام الحالي وانها تبذل جهدها حتي تتمكن من تصدير من 600 الي 700 طن من زيت الافوكادو الي الاسواق الدولية.
واضاف ان خدمات النقل في اثيوبيا يمكن ان تساعد بشكل افضل عندما يتم ربطها بالدول المجاورة مثلما هو الحال مع جيبوتي .
واشار الي ان اثيوبيا يمكنها ان تستفيد بشكل اكبر اذا تم تنفيذ مشروع منطقة التجارة الحرة الافريقية الذي سيمكن اثيوبيا من تتواجد بشكل افضل في الاسواق الافريقية.
وعليه في العام الماضي حصل مصنع سانفادو لزيت الأفوكادو ، الذي يقع في منطقة يرجالم بولاية شعوب جنوب البلاد ، على أكثر من مليون دولار أمريكي من خلال تصدير زيت الأفوكادو إلى الاسواق الدولية في السنة المالية الإثيوبية الحالية.
و قال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المجمعات الصناعية بمنطقة سيداما ، بيرو وولدو ، إن المصنع الذي ينتج زيت الأفوكادو الطبيعي بدأ العمل في عام 2018.
وأضاف أنه خلال السنة المالية الإثيوبية الأخيرة ، قامت الشركة بتصدير زيت الأفوكادو الطبيعي إلى اليابان وهولندا ودول أمريكا الشمالية.
وذكر الرئيس التنفيذي أن مصنع زيت الأفوكادو قد خلق 350 وظيفة دائمة ومؤقتة.
ومن خلال إنشاء روابط السوق ، يستفيد من المصنع أيضًا أكثر من 73 الف مزارع من خلال بيع منتجاتهم مباشرة .
وذكر بيرو كذلك أن المستثمرين الصينيين والإيطاليين قد أخذوا مساحة في المنطقة الصناعية للاستثمار في قطاعات الحيوانات.
أنشأ المستثمرون روابط مع المزارعين للتعاون وذلك للحصول على المنتجات الحيوانية والزراعية لمصانعهم.
وبحسب ما ورد خلقت المجمعات الصناعية أكثر من 14 الف وظيفة دائمة ومؤقتة.
وكانت قد أعلنت الشركة الأستثمارية الدولية دورابلس مستورد المنتجات الطازجة في بلجيكا في اكتوبر الماضي ، عن الوصول الناجح لصادر الأفوكادو من إثيوبيا بفضل الممر اللوجيستي الجديد بين إثيوبيا وجيبوتي عبر القطار،وأوضحت عن الإمكانات الهائلة للمنتجات الإثيوبية .
ووصلت الحاوية الأولى إلى المملكة المتحدة في العشرين من سبتمبر، وشحنة ثانية في الخامس من أكتوبر الجاري.
وبشكل منفصل ، تم تسليم شحنتين عن طريق الشحن الجوي بشكل ناجح لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأشاد إيفرت ولفرانك، الرئيس التنفيذي لشركة Durabilis: ” إلى الإمكانات الزراعية لإثيوبيا ، وإن هذا التجربة الناجحة من تصدير الأفوكادو تخلق فرصا جديدًا من المنتجات الإثيوبية للتصدير إلى أوروبا.
وإن السكك الحديدية بطول 750 كم من ميناء موجو في إثيوبيا إلى ميناء جيبوتي يعني أن تصدير المنتجات الإثيوبية عن طريق الشحن البحري أصبح خيارًا حقيقيًا.
وأشاد أن إثيوبيا لديها إمكانات زراعية كبيرة بفضل تربتها الخصبة ، ومناخها المعتدل ، وتكاليف العمالة التنافسية حيث تعمل Durabilis مع صغار المزارعين بالتعاون مع فرعها المحلي كوجا فيج للتنمية الزراعية.
وعلق ولفرانك قائلاً: “تمتلك إثيوبيا جميع المكونات اللازمة لتصبح موردًا مهمًا لتصدير الفواكه والخضروات الطازجة إلى أوروبا، وأنها تحتاج إلى شركات يمكنها إظهار هذه الإمكانيات ونود أن نكون إحدى تلك الشركات التي توفر الفرص لإثيوبيا”.
ويزرع الأفوكادو في عدة مناطق منها بيكولو وغوجام، في إقليم الأمهرا شمال إثيوبيا، ومدينة بحردار بجانب مناطق مدينة بوتاجيرا في الجنوب، وكذلك بني شنقول قمز غرب وجنوب البلاد، وتوفر البيئة البركانية في هذا الجزء من إثيوبيا، أفضل فرصة لنموه.
وتعتبر زراعة الأفوكادو مصدرا للدخل لدى المزارعين في منطقة الحزام البركاني حيث تزرع أسر الأفوكادو إلى جانب محاصيل أخرى.حسب ما جاء في العين الاخبارية اديس ابابا